هل رغيف العيش في خطر؟.. الحكومة ... - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية، أصبح رغيف العيش الذي يعد ركيزة أساسية في الوجبات اليومية لملايين المصريين محور نقاشات حادة، ومع ارتفاع أسعار الوقود، انتشرت شائعات واسعة عن زيادة سعر الخبز المدعوم، مما أثار قلقًا بين الأسر ذات الدخل المحدود.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض حقيقة الأمر، لتوضيح الواقع خلف "ارتفاع أسعار رغيف العيش في مصر 2025".

تاريخ تطور أسعار الخبز المدعوم

ويعتبر الخبز المدعوم في مصر أحد أبرز رموز الدعم الحكومي، حيث يستهلك أكثر من 70 مليون مواطن حوالي 100 مليار رغيف سنويًا.

وظل سعر الرغيف المدعوم ثابتًا عند 5 قروش منذ عام 1988، وهي أول زيادة منذ 36 عامًا، حتى جاء قرار يونيو 2024 برفعه إلى 20 قرشًا بنسبة 300%، وهذا القرار، الذي أعلنه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، جاء لسد الفجوة بين تكلفة الإنتاج (125 قرشًا للرغيف) وسعر البيع، مع تخصيص 134.2 مليار جنيه للدعم في ميزانية 2024/2025.

وفي 2025، لم تشهد الأسعار تغييرًا إضافيًا للخبز المدعوم، رغم الضغوط الاقتصادية.، ووفقًا لوزارة التموين، يحصل كل فرد على بطاقة التموين على 5 أرغفة يوميًا بجنيه واحد، مع وزن ثابت 90 جرامًا للرغيف.

وهذا الثبات يعكس التزام الحكومة بحماية الفقراء، حيث يمثل الدعم 120 مليار جنيه سنويًا، أي نحو 2.1 مليار دولار.

ومع ذلك، أشارت تقارير إلى أن هذا الدعم يواجه تحديات بسبب ارتفاع أسعار القمح العالمي، الذي يعتمد عليه مصر كأكبر مستورد (12 مليون طن سنويًا).

أسباب الضغوط على أسعار الخبز

ولكن لماذا تتردد أصوات الشائعات حول زيادة أسعار الخبز في أكتوبر 2025؟، السبب الرئيسي يكمن في قرار لجنة التسعير التلقائي برفع أسعار السولار بنسبة 13% في سبتمبر، مما رفع تكاليف النقل والإنتاج.

966.jpg
رغيف العيش

وأكد خالد فكري، رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية، أن هذا الارتفاع يؤثر مباشرة على الخبز غير المدعوم، لكنه لا يمس المدعوم، حيث تتحمل الدولة فارق التكلفة بنسبة تصل إلى 20 قرشًا للرغيف.

وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت أسعار القمح بنسبة 15% في يناير 2025 بسبب التوترات الجيوسياسية، مما أدى إلى زيادة تكلفة الدقيق بنحو 300 جنيه للطن، وهذا أثر على الخبز السياحي، الذي يباع بأسعار حرة، حيث وصل سعره إلى 1.5-5 جنيهات للرغيف حسب الحجم.

وفي الوقت نفسه، نفى الدكتور شريف فاروق، وزير التموين، أي نية لرفع سعر الخبز المدعوم، مشيرًا إلى أن الدولة تضع جميع عناصر التكلفة في الاعتبار، بما في ذلك الغاز والسولار.

تأثير ارتفاع أسعار الخبز على الأسر المصرية

ويشكل الخبز 16% فقط من تكلفة إنتاجه بعد الزيادة الأخيرة، لكنه يظل عبئًا على الأسر الفقيرة، حيث يعتمد 60% من السكان (حوالي 66 مليون شخص) على الدعم الغذائي.

وأصبحت حصة الفرد اليومية (5 أرغفة) بجنيه واحد، مقارنة بـ25 قرشًا سابقًا، مما يوفر نحو 5 مليار جنيه سنويًا للدولة دون حرمان المستفيدين.

ومع ذلك، يعاني بعض الأسر من تقليص البرنامج، فقد انخفض عدد المستفيدين إلى 69 مليون في يناير 2025، بعد إيقاف 500 ألف بطاقة في أكتوبر 2024، وفقًا لوزير التموين.

وفي استطلاعات الرأي، أعرب 70% من المصريين عن قلقهم من "فقدان الرغيف كملاذ أخير".

مستقبل أسعار الخبز في مصر

وتنظر الحكومة إلى تحول جذري، وهو الانتقال إلى الدعم النقدي بدءًا من ميزانية 2025/2026، كما أعلن مدبولي، وهذا النظام الذي يدرس بالتعاون مع آلية الحوار الوطني، يهدف إلى توفير مبالغ نقدية للأسر المستحقة بدلاً من الدعم العيني، مما يقلل الإهدار (حيث يستخدم جزء من الخبز كعلف للحيوانات).

ووفقًا لتقديرات وزارة المالية، سيصل دعم السلع التموينية إلى 160 مليار جنيه في 2025/2026، بنمو 20% عن العام السابق، ولكن التحديات مستمرة مع توقعات بارتفاع أسعار القمح 10% في 2026 بسبب المناخ، قد يضطر القطاع الخاص إلى زيادة أسعار الخبز السياحي بنسبة 15-20%، كما توقع عبد الله غراب، رئيس شعبة المخابز.

كما أطلقت الوزارة حملات رقابية صارمة، بموجب القرار الوزاري 175 لعام 2024، لمكافحة مخالفات مثل نقص الوزن أو بيع الدقيق في السوق السوداء، مع غرامات تصل إلى 5 ملايين جنيه.

الرغيف بين الدعم والاستدامة

وحقيقة "ارتفاع أسعار رغيف العيش في مصر 2025" تكمن في ثبات الخبز المدعوم عند 20 قرشًا، رغم الضغوط، بينما يواجه الخبز السياحي زيادات طفيفة بنسبة 10-15% بسبب الوقود.

وهذا التوازن يعكس جهود الحكومة للحفاظ على الأمن الغذائي، لكنه يبرز الحاجة إلى إصلاحات جذرية لضمان استدامة الدعم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق