مصر تعود لسوق الغاز المسال.. ثلاث شحنات واستراتيجية لتعزيز الإنتاج المحلي - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بينما تتقاذف أسواق الطاقة العالمية موجات التقلب، تبرز مصر على خريطة الغاز المسال محاولًا استعادة دورها بين كبار المصدرين، بعد توقف دام أكثر من عام، في رحلة محفوفة بالتحديات والإستراتيجيات الجديدة لتحفيز الإنتاج المحلي.

صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال

في عام 2025، شهدت صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال عودة متدرجة بعد فترة من التراجع، مدفوعة بحوافز حكومية موجهة للشركات الأجنبية لتكثيف عمليات الإنتاج والاستكشاف، وصدّرت مصر ثلاث شحنات منذ بداية العام، بعد أن اضطرّت للاستيراد في 2024 نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي، في تحول ملحوظ عن كونها مصدرًا صافيًا للغاز.

توقف التصدير في أبريل 2024 أعاد مصر إلى الاستيراد لأول مرة منذ 2018، لكن مع تواجد محطتي إدكو ودمياط للإسالة، بإجمالي قدرة إنتاجية تفوق 12 مليون طن سنويًا، استُعيدت خطوة التصدير تدريجيًا. ففي إدكو، يبلغ إنتاج المحطتين 7.2 مليون طن، بينما تصل قدرة دمياط إلى 5.2 مليون طن سنويًا.

شهدت صادرات 2025 ثلاث شحنات رئيسية: الأولى إلى تايوان في أبريل، والثانية إلى إسبانيا في سبتمبر، والثالثة إلى إيطاليا في أكتوبر، حيث غادرت الناقلة "نيو نيتشر" من مجمع إدكو، متجهة إلى ميناء رافينا الإيطالي بحمولة 155 ألف متر مكعب لصالح شركة شل العالمية.

تشجيع الشركاء على زيادة الاستثمارات

تهدف وزارة البترول والثروة المعدنية عبر هذه الصادرات إلى تشجيع الشركاء على زيادة الاستثمارات، ودعم عمليات الحفر في مرحلتي 10 و11 بمنطقة غرب الدلتا العميق. 

كما عززت مصر أسطولها من سفن إعادة التغويز، بضم السفينة الخامسة بطاقة 450 مليون قدم مكعبة يوميًا، ما رفع القدرة الإجمالية للشبكة إلى 3.45 مليار قدم مكعبة يوميًا، موزعة على العين السخنة ودمياط وميناء العقبة الأردني.

حرص الحكومة على تحقيق توازن بين التصدير وتأمين الإمدادات الداخلية

هذا التطور يضمن تلبية احتياجات السوق المحلية، خاصة خلال مواسم الذروة، ويعكس حرص الحكومة على تحقيق توازن بين التصدير وتأمين الإمدادات الداخلية، في إطار خطة استراتيجية لدعم قطاع الغاز وتعزيز قدراته التنافسية في الأسواق العالمي 

مع عودة صادرات مصر من الغاز المسال في 2025، تتضح رؤية الحكومة في تحقيق التوازن بين تأمين الاستهلاك المحلي وتعزيز موقعها في الأسواق الدولية. 

الحوافز المقدمة للشركات الأجنبية والإستراتيجية المتمحورة حول تطوير آبار الغاز في غرب الدلتا تعكس رغبة القاهرة في رفع الإنتاج الوطني وتوسيع التصدير. 

كما يساهم أسطول سفن إعادة التغويز المتطور في ضمان استقرار الإمدادات، وتغطية الطلب خلال مواسم الذروة. 

هذه الخطوات المتكاملة تعزز من قدرة مصر على المنافسة عالميًا، وتفتح فرصًا جديدة للاستثمارات في قطاع الغاز، ما يجعل من الغاز المسال رافعة مهمة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق أمن الطاقة المستدام في السنوات المقبلة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق