شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا مفاجئًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، حيث قفز الجرام بنحو 35 جنيهًا دفعة واحدة، متأثرًا بالصعود الحاد في السعر العالمي للأونصة، التي اقتربت من مستوى 4300 دولار، لتواصل المعدن النفيس تسجيل مستويات قياسية جديدة عالميًا ومحليًا.
ووفقًا للتحديثات الأخيرة في الأسواق المحلية، سجل سعر عيار 24 نحو 6611 جنيهًا للجرام، بينما بلغ عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المصرية – 5785 جنيهًا للجرام، في حين وصل عيار 18 إلى 4959 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب مستوى 46280 جنيهًا، دون احتساب المصنعية والدمغة والضريبة.
وأشار تقرير شركة جولد بيليون لرصد أداء المعدن الأصفر إلى أن الذهب العالمي ارتفع منذ بداية عام 2025 بنسبة 51%، مدفوعًا بتزايد الإقبال من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب المادي، والتي واصلت تعزيز احتياطياتها من المعدن النفيس كملاذ آمن في مواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية.
وأوضح التقرير أن استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق الدولية، إلى جانب التوترات الجيوسياسية ومخاوف التضخم العالمي، دفع المستثمرين إلى زيادة الطلب على الذهب، الذي يُنظر إليه تقليديًا كأداة تحوط فعالة ضد تراجع العملات الورقية والتقلبات الاقتصادية.
وفي السياق ذاته، أفاد تجار الذهب في مصر بأن السوق المحلية تشهد تذبذبًا واسعًا في الأسعار على مدار اليوم، يتراوح عادة بين 15 و20 جنيهًا صعودًا أو هبوطًا، تبعًا للتحركات الفورية في سعر الأونصة عالميًا وسعر صرف الدولار أمام الجنيه، إلى جانب تغيرات العرض والطلب المحلية.
كما أشار متعاملون إلى أن الطلب الاستثماري على السبائك والجنيهات الذهبية ارتفع مؤخرًا، مدفوعًا بتوقعات استمرار الارتفاعات في الأسعار خلال الربع الأخير من العام، خاصة مع التوقعات بأن تُبقي البنوك المركزية الكبرى على سياساتها النقدية التيسيرية لفترة أطول من المتوقع، مما يدعم جاذبية الذهب كأصل استثماري بديل.
وتجدر الإشارة إلى أن الأسعار المعلنة تخضع للتغيير المستمر خلال فترات التداول اليومية، كما تضاف إليها رسوم المصنعية والضريبة والدمغة عند البيع للمستهلك النهائي، مما يجعل السعر الفعلي للجرام أعلى من السعر المعلن بنسب متفاوتة حسب نوع المشغولات ومتاجر التجزئة.
ويرى محللون أن الوصول بسعر الأونصة العالمية إلى مستوى 4300 دولار يشير إلى مرحلة جديدة في مسار ارتفاع الذهب، قد تشهد فيها الأسواق تقلبات حادة خلال الأسابيع المقبلة، خاصة في ظل استمرار المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي واحتمالات اضطراب سلاسل الإمداد من جديد.
وفي ختام التقرير، شدد الخبراء على أهمية متابعة التطورات اليومية لأسعار الذهب عالميًا ومحليًا، خصوصًا مع دخول السوق المصرية مرحلة حساسة من التفاعل مع حركة الدولار والتقلبات الدولية، والتي تحدد الاتجاه العام للمعدن النفيس خلال الفترة المقبلة.
0 تعليق