في مشهد يجسد ملامح التحول التنموي الذي تشهده مصر في قطاعاتها الحيوية، أطلقت الشركة المصرية لنقل الكهرباء مرحلة جديدة من خطتها الطموحة لتحديث البنية الكهربائية، عبر إبرام ثلاثة عقود استراتيجية تهدف إلى دعم منظومة القطار السريع، وتعزيز استقرار وكفاءة الشبكة القومية، في إطار توجه الدولة نحو بناء بنية تحتية متطورة تواكب متطلبات الجمهورية الجديدة، وتؤسس لاقتصاد قوي يعتمد على طاقة نظيفة ومستدامة.

توقيع ثلاثة عقود استراتيجية جديدة مع تحالف من الشركات المتخصصة في مجال نقل

في إطار خطة وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة الرامية إلى دعم مشروعات النقل الحديثة وتطوير شبكات الطاقة في مختلف أنحاء الجمهورية، شهدت المهندسة منى رزق، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لنقل الكهرباء، توقيع ثلاثة عقود استراتيجية جديدة مع تحالف من الشركات المتخصصة في مجال نقل وتوزيع الطاقة، بحضور نخبة من قيادات القطاع.

منظومة القطار الكهربائي السريع

تأتي هذه الخطوة تنفيذًا لتوجيهات الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الذي يؤكد أهمية رفع كفاءة الشبكة القومية لمواكبة التوسع العمراني والمشروعات القومية الكبرى، وعلى رأسها منظومة القطار الكهربائي السريع، التي تمثل نقلة نوعية في مجال النقل الذكي داخل مصر.

مشروعات متنوعة لتقوية الشبكة وتوفير بنية كهربائية حديثة 

وبحسب بيان صادر عن الشركة، فإن العقود الثلاثة تستهدف تنفيذ مشروعات متنوعة لتقوية الشبكة وتوفير بنية كهربائية حديثة تواكب التطور السريع في مشروعات النقل والطاقة.

ويتضمن العقد الأول توريد وتركيب كابلات أرضية بجهد 220 ك.ف من نوع (XLPE) بقدرة 1200 مم² نحاس، إضافة إلى كابلات ألياف ضوئية ومحطة سكاكين لربط محطة الجر الخاصة بالقطار السريع (TSS02) بمحطة محولات 15 مايو بطول 1.7 كيلومتر، بنظام «تسليم مفتاح». ومن المقرر الانتهاء من تنفيذه خلال 6 أشهر لتعزيز قدرة الربط الكهربائي بين المحطتين وضمان استقرار التغذية.

أما العقد الثاني فيركز على تعديل مسارات الكابلات الأرضية في مناطق غرب القاهرة وإمبابة والدقي، بهدف رفع كفاءة التشغيل واستبدال الكابلات القديمة بأخرى جديدة بجهد 220 و66 ك.ف، بطول إجمالي يبلغ 4.7 كيلومتر، على أن يتم التنفيذ خلال 5 أشهر لدعم التوسعات المستقبلية وتحسين الأداء العام للشبكة.

بينما يشمل العقد الثالث تنفيذ مشروع لربط محطة الجر الخاصة بالقطار السريع (TSS01) بمحطة محولات جنوب الكيان 110، باستخدام كابلات نحاسية عالية الجودة وألياف ضوئية متطورة، على امتداد 7.6 كيلومتر، ومن المخطط الانتهاء منه خلال 8 أشهر من بدء التنفيذ.

وأكدت الشركة المصرية لنقل الكهرباء أن هذه المشروعات تمثل خطوة جديدة نحو بناء شبكة كهربائية قادرة على دعم المشروعات القومية الكبرى وتوفير طاقة مستقرة وآمنة، مشيرة إلى أن تنفيذ تلك العقود سيسهم في تحسين كفاءة منظومة القطار السريع وتوسيع قدرات الشبكة القومية بما يتماشى مع خطط الدولة للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة في المنطقة.