كولومبيا تستدعي سفيرها من واشنطن بعد قرار ترامب قطع المساعدات - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استدعت كولومبيا، الإثنين، سفيرها لدى الولايات المتحدة دانييل غارسيا بينا للتشاور، في خطوة تعكس تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقف المساعدات الأمريكية المقدمة إلى بوغوتا.


وجاء القرار بعد خلاف شخصي متفاقم بين ترمب ونظيره الكولومبي غوستافو بيترو، بدأ منذ مشاركة الأخير في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث وجه انتقادات حادة للسياسة الخارجية الأمريكية، وشارك في تظاهرة ضد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، داعياً إلى تشكيل "جيش دولي للدفاع عن الفلسطينيين".


وردت واشنطن بإلغاء تأشيرة الرئيس بيترو أثناء وجوده في نيويورك، متهمة إياه بـ"التحريض" و"الدعوة إلى عصيان الأوامر العسكرية"، وهو ما وصفه بيترو بمحاولة لإسكاته.


وتزامنت الأزمة مع عمليات عسكرية أمريكية مثيرة للجدل في منطقة الكاريبي، أمر بها ترمب منذ سبتمبر الماضي، استهدفت قوارب قيل إنها تنقل المخدرات من فنزويلا وكولومبيا إلى الولايات المتحدة، وأدت إلى مقتل 27 شخصاً.


وأثارت تلك العمليات قلقاً واسعاً في الكونغرس الأمريكي، حيث طالب مشرعون من الحزبين بتوضيحات حول الأساس القانوني للضربات ودقة المعلومات الاستخبارية، لكن الإدارة الأمريكية امتنعت عن تقديم تفاصيل كافية.


ويرى مراقبون أن هذه العمليات العسكرية ساهمت في تصعيد غضب الرئيس بيترو، المعروف بانتقاداته الشديدة لـ"الحرب على المخدرات" التي تقودها واشنطن، ودعوته إلى نهج بديل يقوم على التنمية لا المواجهة.


وفي خطوة اعتُبرت تصعيداً جديداً، أعلن ترمب إنهاء المساعدات الأمريكية لبوغوتا، ما دفع الحكومة الكولومبية إلى الرد باستدعاء سفيرها. وقالت وزارة الخارجية في بيان مقتضب إن السفير عاد بالفعل إلى بوغوتا للتشاور، مشيرة إلى أن الحكومة ستعلن مواقف إضافية خلال الساعات المقبلة لتحديد خطواتها التالية.

ويشير هذا التطور إلى انهيار شبه كامل في العلاقة بين واشنطن وبوغوتا، الحليفين التقليديين في أمريكا اللاتينية.


ويرجّح أن ينعكس التوتر الحالي سلباً على ملفات التعاون الحيوية بين البلدين، وفي مقدمتها مكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية، في وقت يتزايد فيه نفوذ التيار اليساري في المنطقة وانتقاداته لسياسات واشنطن.


بهذا، تدخل العلاقات الأمريكية الكولومبية مرحلة حرجة ومفتوحة على جميع الاحتمالات، في انتظار ما ستعلنه حكومة بيترو من خطوات لاحقة، وما إذا كانت هناك وساطات محتملة لاحتواء الأزمة قبل اتساعها على مستوى الإقليم.

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق