أفادت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن تسليم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة سيُستأنف غدًا الاثنين، بعد توقف دام عدة أيام بسبب الأوضاع الأمنية والتوترات الميدانية على المعابر. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق تم بوساطة مصرية وأممية، لضمان دخول الشاحنات التي تحمل مواد غذائية وطبية ووقودًا إلى المناطق الأكثر تضررًا في القطاع.

ضغوط دولية واستجابة محدودة

يأتي هذا التطور في ظل ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل للسماح بتدفق المساعدات دون قيود، خصوصًا مع تحذيرات الأمم المتحدة من أن غزة تواجه "كارثة إنسانية غير مسبوقة".
 

وأكدت واشنطن بوست أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة مارستا ضغوطًا مباشرة خلال الأسبوع الماضي لضمان مرور الإمدادات، بينما شددت واشنطن على أن استمرار توقف المساعدات "يهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد من معاناة المدنيين".

أولويات الإغاثة في المرحلة الحالية

ووفقًا لمصادر أممية، ستتضمن القافلة الأولى التي تدخل يوم الاثنين مواد غذائية أساسية ومستلزمات طبية عاجلة، بالإضافة إلى وقود محدود لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه. 
كما تعمل منظمات الإغاثة على إنشاء ممرات آمنة لتوزيع المساعدات في شمال القطاع، حيث تتركز الاحتياجات الأكبر.

الموقف الإسرائيلي ومخاوف أمنية

من جانبها، نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن استئناف إدخال المساعدات تم بعد "ضمانات أمنية" بعدم استغلالها من قبل الفصائل المسلحة.

وأكدت إسرائيل أنها ستواصل "التدقيق الصارم" في جميع الشحنات، في حين تخشى الأمم المتحدة من أن هذه الإجراءات قد تبطئ العملية وتؤخر وصول الإمدادات إلى المدنيين المحتاجين.

ترحيب فلسطيني حذر

رحبت السلطات المحلية في غزة بقرار استئناف المساعدات، لكنها حذّرت من أن الكميات المقررة لا تكفي لتغطية الاحتياجات اليومية لأكثر من مليوني نسمة يعيشون في ظروف بالغة القسوة. 
ودعت المنظمات الفلسطينية إلى فتح دائم للمعابر وتسهيل حركة الإغاثة والمرضى، معتبرة أن الحل الإنساني لا يمكن فصله عن وقف شامل لإطلاق النار.

الأمم المتحدة: الأزمة الإنسانية في تصاعد

واختتمت واشنطن بوست تقريرها بنقل تصريحات عن منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، الذي أكد أن الوضع في غزة "لا يزال هشًا للغاية"، وأن استئناف المساعدات خطوة مهمة لكنها غير كافية ما لم يتم ضمان دخولها بانتظام وبكميات أكبر، مشددًا على أن إنقاذ الأرواح يتطلب استمرار الإمدادات اليومية وليس المؤقتة.