انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر/كانون الأول (2024)، مع انحسار المخاوف من تزايد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وعلى الرغم من أن سوريا نفسها ليست منتجًا رئيسًا للنفط، فإنها تتمتع بموقع إستراتيجي، وتتمتع بعلاقات قوية مع روسيا وإيران، وقد يؤدي تغيير النظام إلى زيادة عدم الاستقرار الإقليمي.
ووجدت السوق دعمًا في تعهّد الصين بزيادة التحفيز السياسي، وهو ما قد يعزز الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم، ما حدّ من خسائر أسعار الخام.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول، على ارتفاع بنسبة 2%، محاولةً لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الأسبوع الماضي، بدعم من تزايد التوترات الجيوسياسية.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:37 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:37 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم فبراير/شباط 2025، بنسبة 0.37%، لتصل إلى 71.87 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يناير/كانون الثاني 2025، بنسبة 0.47%، لتصل إلى 68.05 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحقّق الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) خسائر أسبوعية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% و1.2% على التوالي، وسط مخاوف من تراجع الطلب عالميًا.
تحليل أسعار النفط
قال المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG)، يب جون رونغ، حول تحليل أسعار النفط: "يبدو أن التوترات في الشرق الأوسط تمّ احتواؤها، مما دفع المشاركين في السوق إلى التسعير للمخاطر المنخفضة المحتملة لامتداد إقليمي أوسع نطاقًا يؤدي إلى انقطاع كبير في إمدادات النفط".
وتعمل المعارضة المسلحة في سوريا على تشكيل حكومة واستعادة النظام بعد الإطاحة بالأسد، ومن المقرر أن تستأنف المصارف وقطاع النفط في البلاد العمل اليوم الثلاثاء.
وجاء نقل السلطة بعد 13 عامًا من الحرب الأهلية، ووضع حدًا لأكثر من 50 عامًا من حكم أسرة الأسد.
وتركّز السوق أيضًا على احتمال قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المصرف المركزي الأميركي) بخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، وهو ما قد يعزز الطلب على النفط في أكبر اقتصاد في العالم.
ومن المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ختام اجتماعه يومَي 17 و18 ديسمبر/كانون الأول، لكن التجّار ينتظرون لمعرفة ما إذا كانت بيانات التضخم هذا الأسبوع قد تعرقل هذه التوقعات.
وقالت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا،: "كانت أسواق النفط تعتمد على الطلب أكثر من السرد في جانب العرض هذا العام، ونتيجة لذلك، يتردد المستثمرون في اتخاذ مواقف مضاربة في النفط قبل قرارات السياسة الرئيسة من الاحتياطي الفيدرالي".
وتوّجت هذه الانخفاضات بالتوقعات الإيجابية بشأن الاقتصاد الصيني، في أعقاب التقارير التي تفيد بأن الصين ستتبنى سياسة نقدية "متساهلة بشكل مناسب" العام المقبل، وهو أول تخفيف لموقفها منذ نحو 14 عامًا، لتحفيز النمو الاقتصادي في أكبر مستورد للنفط في العالم.
وقال محلل آي جي، يب جون رونغ، إنه في حين إن آمال السوق مرتفعة بشأن التحفيز السياسي القوي، فإن مكاسب أسعار النفط قد تكون محدودة، حتى يكون هناك مزيد من الوضوح حول تأثير إجراءات بكين على توقعات الطلب على النفط الخام في البلاد.
وفي مؤشر إيجابي، أظهرت بيانات اليوم الثلاثاء أن واردات الصين من النفط الخام قفزت في نوفمبر/تشرين الثاني في أول نمو سنوي في 7 أشهر، إذ عزّز انخفاض أسعار إمدادات الشرق الأوسط وزيادة المعروض عمليات الشراء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..