بالبلدي: د.خالد محسن يكتب: الوعي بخيوط المؤامرة..وتصفية المقاومة !! - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

# من أول السطر

يرفض الكثيرون نظرية المؤامرة ويمتعضون من ذكرها ،وكأن حوادث الشرق الأوسط لا تخضع لحسابات المنطق والحكمة والعقل وتسير وفق عبثيات الحظ العاثر وآليات قوي الطبيعة الخفية والفاعل المجهول!.

وتدور الدوائر وتمضي الأيام وتسقط أوراق التوت تباعا ، ويوما بعد يوم تتكشف خيوط المؤامرة وسيناريوهاتها الخبيثة لنشر الفرقة والدمار ومزيد من النزاعات وفقا للإستراتيجية تدشين الشرق الأوسط الجديد، ونبوءات الفوضي الخلاقة.
وتتعدد صور سردية المأساة بتعدد الايادي الآثمة التي وفرت الزمان والمكان وصنعت المناخ وهيأت الأذهان بمبررات كاذبة وحجج واهية لتجميل وجه إسرائيل القبيح ولتحييد ما بقي من ضمائر العالم الحر!.

لقد تعدد الجناه بين معشر المساندين ومعشر الصامتين المتواطئين ،بين من سطر النصوص وصمم وأخرج المشاهد والسيناريوهات ووضع الخطط وآليات التنفيذ وأتاح التمويل ،وشوه صور المقاومة بسرديات وروايات مغلوطة لعقد مزيد من الحبكة لدرامل الحياة المعاصرة..
ويبقي الأداء البطولي التنفيذي فائق الإبهار لأحفاد القردة والخنازير، بعد أن خلعوا رداء الإنسانية وارتدوا رداء الوحشية والتجبر وامعنوا في الافساد ،ينفذون وعد الله الحق ويكتبون سطورا لا مفر منها من أقدار نهايتهم الحتمية وكان وعدا مفعولا.

وإلي أن تأذن عدالة السماء بحسم هذا الصراع ويقضي الله أمره تواصل اسرائيل أعمالها الإجرامية القمعية وسفك دماء الأبرياء بعد تحررت من كل قيم الإنسانية وسط صمت دولي مريب وعجز المجتمع الدولي الفاعل عن وقف تل أبيب عن ممارساتها الوحشية المتصاعدة تجاه المدنيين والأبرياء والعزل في غزة ولبنان وسوريا ،وتمضي قدما في إشعال فتيل الفتنة في كافة دول الشرق الأوسط.

ومع هذه الأجواء الحانقة يتناب أحرار العالم شعور بالغضب والمرارة والضيق ،انتظارا لتحرك دولي يضع حدا لهذه المأسي العبثية وتلك الممارسات الإجرامية التي لم يشهد التاريخ الإنساني نظيرا لها منذ فجر الخليقة علي الإطلاق!.

وتتكشف الحقائق كل يوم عن طبيعة خيوط المؤامرة ومخططات تصفية رمزية المقاومة وإخفات صوت الحق والعدل وحتي اشعار آخر .
ولم يعد من الحكمة والمواءمة إنكار كل هذه الحقائق ورفض نظرية المؤامرة ،بعد أن إكتوي بنيرانها ولهيبها عدد من دول العرب ضحايا كذبة الربيع العربي والانتقال الديمقراطي الزائف.

وبعد استمرار إسرائيل في مخطط تصفية المقاومة وحصار أبناء غزة أعلنها السفاح “نتنياهو” بعد اغتيال حسن نصر ومن قبله العشرات من رموز المقاومة قائلا: هدفنا تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط كله.
وعلقت الفايننشال تايمز: إن اسرائيل تحلم بنظام جديد في الشرق الأوسط.

ومع عجز الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية كمحكمة العدل وغيرها عن كبح جماح هذه الهجمة الصهيونية لم يعد هناك من أمل علي صعيد الموقف الدولي إلا كلمات وتصريحات هنا وهناك وعلي استحياء وحفظا لماء الوجه!.
وفي هذا السياق حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قبل عدة أيام من أن لبنان علي “حافة الهاوية”.. وأمست غزة “كابوسا” يهدد استقرار المنطقة.
وقال أمام قادة العالم المجتمعين في نيويورك: “علينا جميعا أن نشعر بالقلق حيال هذا التصعيد”يهدد المنطقة برمتها، داعيا مجددا إلى وقف “فوري” لإطلاق النار.

وقد جاء تحذير جوتيريش في وقت وجه فيه الطيران الحربي الإسرائيلي ضربات جوية على أهداف لحزب الله غداة يوم دام سقط فيه أكثر من 550 قتيلا !.

ولكن هل يكفي القلق والشجب والإدانة بينما تخرج اسرائيل لسانها للجميع وتواصل بمساندة حلفائها وداعميها تلك الجرائم..والاعتداءات الوحشية.

ووسط هذه الأحداث المشتعلة والمشاعر المؤلمة وهذا المواقف الدولية المتخاذلة يتساءل أحرار العالم عن حقيقة الموقف الإيراني في هذه المعادلة المتشابكة متعددة الأوجه وحقيقة ما ذكرته صحيفة فرنسية من أن جاسوسا إيرانيا سرّب لإسرائيل مكان تواجد نصرالله، وحقيقة اخترق أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله والتي تسبب في قتل وإصابة ما يقرب من 4 آلاف من أعضاء وقيادات الحزب في لبنان.
كما تبدو في الأفق عشرات العلامات من الاستفهام حول حقيقة دورها في تنفيذ مخطط الفوضي الخلاقة وإقرار نظام جديد في الشرق الأوسط.
وبين عشية وضحاها خفت صوت المعسكر الشرقي الرافض لسياسات أمريكا والغرب المساندين للكيان المحتل ،وكأن القوي الفاعلة أمست معطلة تلتزم الصمت ،تدور فقط في محيطها النفعي،انتظارا لما تسفر عنه تطورات ،وربما لنيل قطعة من “التورتة ،وعلي حساب العرب!

ورغم اختلاف البعض حول طريقة ومنهجية وواقعية المقاومة للكيان المحتل ،لكن تبقي فكرة رمزي المقاومة والصمود هي منبع العزة والكرامة لكل عربي رغم اختلاف ميزان القوى وغياب حسابات القوي المتكافئة ،ووحشية العدو وتجرده من قيم الإنسانية والفروسية التي تجرم قتل المسالمين والمدنيين والإعلاميين والأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ ، ومع غياب الأهداف المقنعة للمواجهة وقواعد الحرب العادلة لدي أبناء صهيون ،الذين أمسوا يعيثون في الأرض فسادا وتجبرا ،دون رادع.

ولم يعد خافيا علي أحد أننا أمام مرحلة مغايرة تتطلب الوعي التام بخيوط المؤامرة والتي بدأت مرحلة جديدة تتطلب التوحد العربي والتكاتف والحذر والقراءة المتفحصة لكل ابعادها تداعياتها ومقاصدها الحقيقية.
ويجب أن ينتبه الجميع إلي ما هو قادم وما يحاك للأمة من مؤامرات ودسائس ، فحين يخفت صوت الحق وتستباح دماء الأبرياء .. وتتعدد المعايير ،وتتواري القيم والمبادئ الإنسانية وتتراجع إلي أدني صورها ،فانتظر نهاية العالم وموت ما بقي من ضمائر.. لكن دماء الشهداء لن تضيع هباء ولن تذهب أدراج الرياح ، وربما توقظ أملا جديدا وإشراقة تنير الطريق وسط هذه الظلمة حالكة السواد..
ولله الأمر من قبل ومن بعد!!.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق