محمد وهبي.. اسم يسطع اليوم في سماء كرة القدم الوطنية، ووجه يشرق بالأمل والاعتزاز في قلوب ملايين المغاربة، رغم أنّ كثيرين منهم ربما لم يكونوا على علم بهذا المدرب الشاب قبل قيادته “أشبال الأطلس” (منتخب المغرب لأقل من 20 سنة U20) إلى ثمن نهائي كأس العالم الجارية أطوارها في الشيلي.
مؤمنا بقدرة الشباب على صناعة المجد، تميّز أداء النخبة الكروية بقيادة هذا المدرب في مباراتيْ إسبانيا والبرازيل بقتالية وانضباط، وحصد إشادات واسعة ممّن تابعوا المباراتين.
وهبي لم يكتف بأن يكون مدربا يرسم خططا من على مقاعد البدلاء، بل نفخ روحا نابضة في عروق فريقه، مفلحا في خلق انسجام استثنائي بين لاعبين شباب تحولوا إلى عائلة واحدة، وقال بعد الفوز على منتخب “السامبا”: “نجحنا في خلق مجموعة متماسكة، وعائلة تؤمن بحظوظها مع مرور الوقت”، مشيرا إلى أن “أشبال الأطلس” مستعدون لخوض المباريات المقبلة بقتالية وروح عالية و”الذهاب بعيدا” في المنافسات المونديالية على غرار المنتخب الأول في ملحمة “مونديال قطر 2022”.
خلَقَ هذا الإطار التدريبي الوطني جيلا من لاعبين يثق بنفسه، يواجه الكبار بلا عُقد، وبصمود أمام عمالقة بحجم البرازيل حتى لحظة الحسم، ليكتب صفحة جديدة في تاريخ الكرة المغربية.
يتجاوز ذلك مجرد التأهل؛ فهو ثمرة رؤية واضحة وعمل متواصل، في تجسيد للقائد الذي يحفّز بصدق، ويوحّد القلوب قبل الأقدام، ويزرع في لاعبيه روح الانتماء والفخر بالراية الوطنية. بفضله، لم يكن الفوز على البرازيل مجرد مباراة، بل كان انتصارا للروح المغربية التي لا تنكسر.
اليوم، محمد وهبي يقدّم برهانا حيّا على أن المدرسة الرياضية المغربية قادرة على إنجاب أطر كبيرة، وأن حلم الجماهير يمكن أن يتحول إلى حقيقة حين يكون وراءه قائد مؤمن، شجاع، ومخلص. إنه مدرب كتب ملحمة، وأعاد للكرة الوطنية إشراقة طال انتظارها، وفتح أمام الشباب المغربي أبواب “الحلم العالمي”.. ولسانُ حاله يقول: “اللّي جا باسم الله”.
حجَزَ المدرب وهبي لنفسه مكانا مستحقا في مصاف المدربين الذين يكتبون التاريخ ليس بالمداد الذهبي بل بالقتالية وبالنتائج، قائدا لمنتخب شبابي واعد يخطو بثباتٍ، يفتح أبواب المجد للأجيال القادمة، ويرفع الراية المغربية خفّاقة في محفل عالمي تشهد عليه عاصمة الشيلي.
يستحق مدرب “منتخب U20″، بجدارة، لقب “صانع ملحمة الأشبال”، كما يليق به التربع على عرش “الطالعين” في جريدة هسبريس.. في انتظار اكتمال “دومينو الإطاحة بالكبار”.
0 تعليق