تواضروس , ألقى قداسة البابا عظته الأسبوعية مساء الأربعاء من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا موسى القوي بمنطقة النهضة، وذلك ضمن سلسلة “أصحاحات متخصصة” التي يتناول فيها موضوعات روحية تمس حياة المؤمنين. وجاءت هذه العظة تحت عنوان “أهمية كلمة الله في حياتنا”، حيث قدم فيها قداسته تأملًا عميقًا في دور الكلمة الإلهية في توجيه حياة الإنسان الروحية والنفسية.
البابا تواضروس كلمة الله: نور وهداية للحياة
بدأ البابا حديثه بتشبيه كلمة الله بعدة صور رمزية تعبر عن قوتها وتأثيرها، حيث وصفها بأنها “روح وحياة”، مشبّهًا إياها بالشمس التي تضيء دروب الإنسان، والذهب الذي يلمع فيعكس قيمتها الثمينة، والعسل الذي يمنح المذاق الحلو فيُبهج الروح. وأكد قداسته أن كلمة الله ليست مجرد نصوص مكتوبة، بل هي قوة حية تعمل في داخل الإنسان، فتقوده للتوبة، وتُشعل في قلبه نار التسبيح، وتمنحه الفرح الحقيقي.
وأشار إلى أن الإنسان عندما يفتح قلبه لكلمة الله، فإنها ترد نفسه وتنعش روحه، وتجعله يعيش في سلام داخلي. وأضاف أن البيت الذي تسكن فيه كلمة الله يتحول إلى سماء مليئة بالمحبة، لأن “حيثما توجد المحبة، توجد السماء”، كما قال قداسته.
البابا تواضروس الكلمة الإلهية مصدر للسلام والوحدة
خلال عظته، لم يغفل قداسة البابا الأحداث الجارية، حيث عبّر عن إشادته بتوقيع اتفاقية إنهاء الحرب في غزة، معتبرًا أن هذه الخطوة التاريخية التي جرت على أرض مصر ستُسجل بأحرف من نور. وربط قداسته بين هذا الحدث وكلمة الله، موضحًا أن السلام الدائم لا يتحقق إلا عندما تكون المحبة حاضرة، وهي ثمرة طبيعية للعيش في نور الكلمة الإلهية.
وأكد أن الكنيسة، من خلال عظاتها وصلواتها، تساهم في بناء جسور السلام، وتعلّم أبناءها كيف يكونون أدوات للخير والمحبة في مجتمعاتهم.
العظة الأسبوعية: منبر للتعليم الروحي
تُعد العظة الأسبوعية التي يلقيها قداسة البابا مناسبة روحية مهمة تجمع أبناء الكنيسة من مختلف الأماكن ليستمعوا إلى توجيهات روحية نابعة من الكتاب المقدس ومن قلب أب محب. هذه العظات لا تقتصر فقط على التعليم، بل تهدف إلى غرس قيم الإيمان، والمحبة، والتسامح، والوحدة في نفوس الحاضرين والمستمعين.
وفي ختام العظة، شدد البابا على أهمية أن يخصص كل مؤمن وقتًا يوميًا للتأمل في كلمة الله، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الحقيقي للنمو الروحي، والثبات في الإيمان، والعيش في سلام داخلي يُشع على الآخرين.
0 تعليق