أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، أن أنقرة ستشارك رسميًا في جهود البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة، لتصبح بذلك أول دولة أجنبية تقدم دعماً ميدانياً مباشراً في هذا الملف الإنساني المعقد.
وأوضحت الوزارة أن المهمة ستتم بالتنسيق مع جهات إقليمية ودولية، وبإشراف فريق متخصص من وكالة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد"، التي أرسلت 81 من عناصرها المجهزين بأحدث المعدات الخاصة بالبحث والإنقاذ في المناطق المدمرة.
عملية ميدانية دقيقة وسط دمار واسع
ستعمل الفرق التركية في مناطق محددة من قطاع غزة، حيث تشير التقديرات إلى وجود جثث عشرات الرهائن تحت أنقاض المباني التي دمرتها العمليات العسكرية الإسرائيلية. وتهدف هذه المهمة إلى دعم الجهود الإنسانية لتحديد مواقع الجثث وانتشالها بطريقة تراعي المعايير الدولية. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من إعلان حركة حماس تسليم 20 رهينة أحياء لإسرائيل، في إطار صفقة تبادل تضمنت الإفراج عن نحو 2000 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
تطورات ملف الرهائن والضغوط الإسرائيلية
وفي السياق ذاته، سلمت حماس جثث تسعة رهائن لقوا حتفهم أثناء احتجازهم، إضافة إلى جثة عاشرة تبين لاحقاً أنها لا تعود إلى رهينة إسرائيلي. غير أن الحركة أكدت الأربعاء أنها سلمت كل ما لديها من جثث، موضحة أن "ما تبقى يتطلب جهوداً تقنية خاصة ومعدات متطورة" للبحث بين الركام، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها القطاع.
التهديد الإسرائيلي واحتمال استئناف الحرب
من جانبها، شددت إسرائيل على ضرورة استعادة جميع جثث الرهائن، ووجهت تحذيراً إلى حركة حماس بضرورة تسليم الـ17 جثة المتبقية دون تأخير. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بعض المسؤولين العسكريين لمحوا إلى إمكانية استئناف العمليات العسكرية في غزة إذا لم يتحقق هذا الشرط في أقرب وقت. وتعد هذه التطورات جزءاً من ملف التفاوض المعقد الذي يجري بوساطات إقليمية ودولية، حيث يمثل ملف الرهائن أحد أبرز العقبات أمام التوصل إلى اتفاق تهدئة دائم.
وساطة إنسانية أم رسالة سياسية؟
تثير المشاركة التركية في البحث عن جثث الرهائن تساؤلات حول أبعاد هذه الخطوة وتوقيتها، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة. فبينما تؤكد أنقرة أن تحركها يأتي بدافع إنساني بحت للمساعدة في إنهاء معاناة العائلات، يرى مراقبون أن تركيا تسعى لاستعادة حضورها القوي في ملفات المنطقة، عبر الجمع بين الدبلوماسية الإنسانية والسياسة الهادئة.
وتشير التحليلات إلى أن هذه الخطوة قد تمنح أنقرة دورًا محوريًا في أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بملف الرهائن وإعادة الإعمار في غزة، ما يجعلها فاعلًا رئيسيًا لا يمكن تجاوزه في المشهد الإقليمي المقبل.
0 تعليق