تلقّى مشروع ضخم لطاقة الرياح البحرية تهديدات مصيرية قد تصل إلى إلغائه، جراء خلافات انتخابية، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويقع مشروع "نوفوكاستريان" ضمن نطاق منطقة رياح بحرية بمساحة 1800 كيلومتر في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، ويُعد ضحية نزاع ما بين زعيم المعارضة بيتر داتون وحكومة رئيس الوزراء الحالي أنتوني ألبانيز.
وحال نجاح داتون في شنّ حملة لإلغاء مشروع طاقة الرياح البحرية بقدرة 2 غيغاواط، يفقد المطوّرون خطة باستثمارات ضخمة.
وكان حزب العمال -الحاكم حاليًا- قد أزاح الستار عن خطة لتطوير منطقة الرياح البحرية الواقعة قبالة ساحل بورت ستيفنز ومنطقة هانتر في الولاية، في يوليو/تموز العام الماضي 2023.
مشروع رياح نوفوكاستريان
يُخطّط لمشروع طاقة الرياح نوفوكاستريان أن يضم 130 توربينًا بقدرة إجمالية متوقعة قد تصل إلى 2 غيغاواط، مع آمال للتشغيل بحلول نهاية العقد 2030.
وتطور المشروع شركتا إكوينور النرويجية، وأوشيانكس إنرجي المحلية.
ورغم أن مشروع نوفوكاستريان الوحيد من نوعه الحاصل على ترخيص الجدوى ويمضي قدمًا في التطوير، فإن تلويح زعيم المعارضة بيتر داتون يشكّل تهديدًا مصيريًا بإلغائه.
وتمثّل مشاركة شركة أوشينكس الأسترالية التي تأسّست عام 2020، في تطوير المشروع عامل قوة، إذ تتمتع برصيد محلي مهم.
ومن جانب آخر، يعود اختيار المطورين لولاية نيو ساوث ويلز موقعًا لمشروع طاقة الرياح "نوفوكاستريان" إلى إمكانات المواني الملائمة للمشروعات العائمة والعميقة، بالإضافة إلى أنها ضمن أكبر مستهلكي الطاقة ومصدر لاستخراج غالبية الفحم.
وتضم الولاية موقع "هانتر" حيث يقبع مشروع الرياح العائمة المهدد بالإلغاء، وفق ما نشره موقع رينيو إيكونومي.
وكان وزير الطاقة في حكومة سكوت موريسون الليبرالية السابقة، أنغوس تايلور، قد عزّز تمرير مشروع قانون البنية التحتية للطاقة البحرية في سبتمبر/أيلول 2021، في خطوة تُعد انطلاقة لمزارع الرياح البحرية.
مبررات اعتراض زعيم المعارضة
يأتي اعتراض زعيم المعارضة بيتر داتون، على مشروع طاقة الرياح البحرية رغم المزايا التي تروّج لها حكومة أنتوني ألبانيز للطاقة النظيفة.
وهدّد داتون بإلغاء المشروع ومنطقة الرياح البحرية قيد التطوير حال انتخاب حكومة ائتلافية العام المقبل، مشيرًا إلى أن حكومة "ألبانيز" الحالية لم تضع في اعتبارها مخاوف السكان المحليين الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من المشروع.
وأضاف أن رغبة وزير الطاقة الحالي كريس بوين في بناء شبكة كهرباء تعمل -فقط- بالطاقة المتجددة دفعته إلى عدم الالتفات إلى مطالب السكان.
ووصف داتون المشروع بـ"الفاشل" مهددًا بإلغائه، رغم أن حكومة الولاية تدعم المشروعات المتجددة، خاصة المشروعات البحرية.
ويتبنّى "داتون" مبدأ "تحجيم" سقف مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وإلغاء مشروعات الرياح البحرية التي خضعت لتوقيع عقود بالفعل، وإزاحة خطط انتقال الطاقة من المشهد لصالح الطاقة النووية.
وأضاف أن أعضاء ائتلافه اتفقوا على إلغاء عقود هذه المشروعات، خاصة ما تتبناه حكومة ألبانيز بشأن "التوربينات البحرية".
واستند إلى تعريف وكالة الطاقة الدولية للرياح البحرية بأنها "ذات حمل متغير"، موضحًا أن الحمل الأساسي الدائم والكهرباء الموثوقة ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها.
منطقة "هانتر" للرياح
تُعد "هانتر" أول منطقة رياح بولاية نيو ساوث ويلز، ومن المقرر أن تشمل مشروعات طاقة رياح بحرية عائمة نظرًا إلى طبيعة المياه العميقة بالمنطقة.
ومقابل انتقادات المعارضة، تدافع الحكومة عن منطقة الرياح التي تمتد على 1800 كيلومتر، مرجعة ذلك إلى استطلاعها آراء السكان المحليين، وضمان عدم تأثر صناعة الشحن والحياة البحرية.
وتوالت الآراء الرافضة لإلغاء مشروع طاقة الرياح "نوفوكاستريان" وتبني المعارضة لها، ومن بين المدافعين عن المشروع ومنطقة الرياح بالكامل "مجلس الطاقة الذكية" الذي ترى قياداته أن إمكانات الرياح البحرية في أستراليا طوّرها الحزب الليبرالي الحاكم.
وأكدت قيادات في المجلس أن ائتلاف المعارضة بقيادة "داتون" استمر في حكومات سابقة لمدة 10 سنوات، فشلوا خلالها في إقرار سياسات للطاقة، في حين يسعون الآن إلى محاربة مشروعات الرياح التي قد تضمن للمنازل والشركات إمدادات موثوقة.
وحذّروا من تأثير تهديدات زعيم المعارضة في هروب استثمارات طاقة الرياح البحرية من أستراليا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تهديدات المعارضة بإلغاء مشروع رياح في أستراليا، من موقع رينيو إيكونومي.