أكد وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة سعد الكعبي، أن قطر ليس لديها أي مخاوف إزاء تعهدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن رفع سقف صادرات الغاز المسال.
وأكد الكعبي أن قطر لديها قدرة كاملة على مواكبة أي منافسة، معتقدًا أن ترمب هو خيار جيد "للأعمال"، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبينما أشار الكعبي إلى أنه يُعد من مؤدي مصادر الطاقة المتجددة، لفت إلى أن الطبيعة المتقطعة لتلك المصادر تتطلّب الاعتماد على مصدر وقود أحفوري مستدام، مثل الغاز الطبيعي المسال، بوصفه الأكثر نظافة بين أنواع الوقود التقليدي.
وقطر هبر أكبر مزوّد للغاز الطبيعي المسال عالميًا، بإنتاج يلامس 77 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، وتخطط لرفعه إلى 160 مليون طن سنويًا.
الغاز الطبيعي المسال
واصل سعد الكعبي الحديث عن تعهدات دونالد ترمب رفع سقف صادرات الغاز الطبيعي المسال بقوله: "أنتم تعلمون أنه حتى إذا فتحتم مجال الغاز الطبيعي المسال، وقلتم إننا سنصدر 300 مليون طن أخرى من الولايات المتحدة الأميركية، أو 500 مليون طن من الولايات المتحدة، فإن جميع تلك المشروعات تُطور بوساطة الشركات الخاصة التي تنظر إلى الجدوى التجارية للمشروعات"، وفق تصريحات أطلقها خلال مشاركته في منتدى الدوحة، نقلتها وكالة رويترز.
وبسؤال حول تأثير عودة ترمب إلى البيت الأبيض في العلاقات القطرية الأميركية، لا سيما في قطاع الطاقة، قال الكعبي الذي يشغل كذلك منصب الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، إن "مشروعات النفط والغاز هي عبارة عن خُطط تُنفّذ على عقود عديدة، وتظل باقيةً رغم توالي الحكومات".
وأضاف الكعبي أنه يعتقد أن ترمب خيار جيد للأعمال، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
مراجعة دقيقة
أوصى وزير الطاقة القطري سعد الكعبي الاتحاد الأوروبي بوجوب تنفيذ مراجعة دقيقة لتوجيه العناية الواجبة بالاستدامة للشركات سي إس دي دي دي (CSDDD)، التي تستلزم من الشركات العمل داخل التكتل للوقوف على إذا كانت سلاسل الإمدادات الخاصة بها تستغل العمالة القصرية أو حتى تتسبّب في أضرار بيئية، وضمان اتخاذها الإجراءات اللازمة حال الإقدام على مثل تلك الممارسات.
وأوضح الكعبي أن العقوبة يمكن أن تصل إلى 5% من إجمالي إيرادات الشركات عالميًا، لافتًا إلى أنها قد تؤدي إلى تداعيات بعيدة المدى، وتضر بالشركات الكائنة في الاتحاد الأوروبي، وكذلك الشركات العاملة هناك.
وتابع: "ولذا فإنه بالنسبة لي فإن رسالتي إلى أوروبا وإلى المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- هي: هل تخبروننا بأنكم لا تريدون الغاز المسال يتدفق من عندنا إلى بلدان الاتحاد الأوروبي؟".
من ناحية أخرى، قال سعد الكعبي إن هيئة قطر للاستثمار -وهي صندوق الثروة السيادية الذي تُقدّر قيمته بنحو 510 مليارات دولار- ومستثمرين مؤسسيين آخرين سيدرسون جديًا ضخ استثمارات في أماكن أخرى تجنبًا للعقوبات.
وأضاف الكعبي أن اقتصادات الاتحاد الأوروبي لا تظهر أداءً جيدًا جدًا، ولذا فهي تحتاج إلى استثمارات أجنبية مباشرة، وهي تحتاج إلى الدعم.
الطلب على الغاز المسال
قال سعد الكعبي إنه من المتوقع أن يشهد الطلب على الغاز الطبيعي المسال زيادةً خلال المدة المقبلة، لا سيما مع بدء دخول أشهر الشتاء، وشروع بلدان أوروبية في الاعتماد على الاحتياطيات لديها لأغراض التدفئة.
وأوضح الكعبي: "على الرغم من تباطؤ النمو الذي يسجله العديد من الاقتصادات العالمية مؤخرًا، فإننا نتوقع تسارع النمو الاقتصادي في المرحلة المقبلة؛ ما ستنتُج عنه انتعاشة في الطلب على الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة".
في سياق متصل، قال الوزير القطري إنه في ضوء تصاعد الحديث عن تطورات التقنيات والذكاء الاصطناعي، فإن تلك المنجزات التقنية تستلزم كميات هائلة من الطاقة بصورة منتظمة دون انقطاع، متوقعًا أن يبرز هذا القطاع عاملًا مساعدًا لتعزيز الطلب على الغاز الطبيعي، وأن يزداد الطلب في هذا القطاع وربما يرتفع بما يتراوح بين 4% و7%.
المصادر المتجددة
أكد سعد الكعبي أنه من أكثر المناصرين لاستعمال مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح، غير أن الطبيعة المتقطعة لتلك المصادر تجعل من الصعب الاستغناء عن مصادر الوقود الأحفوري، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح: "فكرة غياب الشمس أو عدم هبوب الرياح تجعلك بحاجة دائمًا إلى مصدر وقود مستدام مثل الوقود الأحفوري، ولذا فإن الغاز الطبيعي المسال هو الأكثر نظافة، وما يزال خيارًا مثاليًا".
وتابع: "هناك دول أخطأت في حساباتها، قبل أن تدرك الآن أنها لا تستطيع الاستغناء عن الوقود الأحفوري وبكميات كبيرة".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.قطر لا تشعر بالقلق من تعهدات دونالد ترمب برفع صادرات الغاز المسال من رويترز.