فعاليات معرض الفرس بالجديدة تبرز العناية بالخيل والاستخدامات السياحية - بلس 48

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ضمن فعاليات رابع أيامه، سلّط معرض الفرس بالجديدة، في دورته السادسة عشرة، الضوء على مبادرات بحثية وعلمية ومدنية للعناية بالخيول وتثمين استخداماتها؛ حيث استعرض محاضرون تجارب لافتة في حفظ ومراقبة صحة الخيول التي يتم استخدامها في العربات السياحية “الكوتشي” بمدينة مراكش، إلى جانب دور العلاج بالزيوت العطرية، كنتيجة لدينامية البحث العلمي في المجال، في تحسين الصحة الجسدية والنفسية للخيل.

جاء ذلك ضمن ندوة علمية قاربت، بحضور جمع من المهتمين وزوار المعرض الذي تستمر فعالياته حتى الخامس من أكتوبر الجاري بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة، موضوع “العناية بالخيل.. بين الأخلاق، والبحث العلمي، والممارسات”، أطرها كتاب وباحثون مغاربة وأجانب.

تثمين “خيول السياحة”

محمد حسن المريني، طبيب بيطري في القطاع الخاص، استعرض تاريخ مساهمة جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة ” SPANA”، في العناية بخيول العربات السياحية بالمغرب.

وأفاد المريني بأنه “في سنة 1988 كثرت شكايات السياح وزوار مراكش حيال خدمات عربات “الكوتشي”؛ فتدخلت السلطات، وأعيد فتح ملف هذا المجال من جديد”.

وأوضح البيطري، الذي تربطه شراكة بالجمعية منذ قرابة 37 سنة، أن “السلطات لاحظت، حينها، أنه لم يعد هناك أية مراقبة على العربات”؛ وهو الأمر الذي “استدعى تدخل جميع المتدخلين في مجال الصحة الحيوانية، بما في ذلك جمعية “سبانا” (…) فتكونت لجنة خاصة تضم إلى جانب الجمعية الشركة الملكية لتشجيع الفرس، بصفتها ممولا، والسلطات العمومية”.

وهذه اللجنة تنكب، كما أضاف المريني، في تصريح لهسبريس، على “إجراء فحص تقني للخيول المستخدمة في عربات الكوتشي؛ بحيث يتم فحص صحتها وكذا هل العربات بدورها جيدة وفي وضعية سليمة”، مردفا: “إذا كانت كافة أمور العربة جيدة، يتم تركيب سوار على القدم اليسرى الأمامية تؤشر إلى أن العربة السياحية مسموح لها بالاشتغال”.

وفي هذا الصدد، فإن الهدف العام كان يتمثل في تثمين عربات “الكوتشي” كجزء من تراث المدينة، مع أهداف خاصة تتمثل في ضمان رفاه الخيول؛ من خلال وضع مركز استشفائي بيطري لجمعية “سبانا” رهن إشارة أصحاب هذه العربات”، فضلا عن “شاحنة صغيرة مخصصة لنقل الخيول، في حالة مرض أو إصابة مستعجلة، نحو المركز البيطري”، إلى جانب توزيع أكياس الأعلاف.

وأوضح المصرح ذاته أن “نجاح هذا البرنامج، واسمه برنامج مراقبة وتتبع العربات السياحية بمراكش، بناء على القرار البلدي المستمر عدد 230/ سنة 1935، أصبحت عدد من المدن الأخرى تستدعينا من أجل تطبيقه. وهكذا، شرعنا في ذلك في الصويرة، منذ عامين، وأيضا في تارودانت”، مشددا على أن “الهدف هو الاشتغال ضمن كافة المدن التي بإمكانها أن تحتضن العربات السياحية “الكوتشي” وتمنح هذه الأخيرة قيمة مضافة للسياحة بها”.

العلاج بالزيوت العطرية

من جانبها، تطرقت أسماء العلوي البلغيتي، دكتورة في علوم الصحة، إلى تجربة علاج الخيول بواسطة الزيوت العطرية، ” Aromathérapie “، مشيرة إلى أن “الأدلة على استخدام مستخلصات النباتات العطرية لدى لحيوانات تعود إلى القرن الثامن عشر، تحديدا في المدرسة البيطرية الفرنسية بليون؛ حيث استعملت جرعات ومستحضرات نباتية لعلاج الخيول”.

وأضافت العلوي البلغيتي، في مداخلتها ضمن الندوة ذاتها، أنه “في القرن العشرين قام العالمان Gattefossé و Valnet، وهما من الآباء المؤسسين لعلم العلاج بالزيوت العطرية (Aromathérapie)، بتجريب الزيوت الأساسية على نماذج بشرية وحيوانية”، و”بعد ذلك، “استثمرت مختبرات عديدة في البحث والتطوير لإنتاج العديد من المستحضرات البيطرية المكونة حصريًا من مستخلصات النباتات العطرية”.

وشددت الباحثة ذاتها على أنه “في السنوات الأخيرة، اهتمّت صناعة الأعلاف أيضًا بالعلاج بالزيوت العطرية، بسبب تزايد القيود على استخدام الأدوية الاصطناعية في تغذية الحيوانات”.

وفي تصريح لهسبريس، قالت أسماء العلوي البلغيتي إن “البشر منذ القدم كانوا يحرصون على علاج الخيول بالأعشاب الطبية. وكما هو معلوم كذلك، فإن الخيل يداوي نفسه بنفسه بالفطرة؛ حيث يتعرّف إلى النباتات النافعة له والضارة”.

وأكدت العلوي البلغيتي أن “هذا المجال ينبغي أن يتم تعزيز البحث فيه؛ فموضوعه ليس بالأمر الجديد إذ يعود إلى عهد الفراعنة”، كما أن “الخيول تعرف الزيوت العطرية”.

وبخصوص طريقة الاستخراج، ذكّرت المصرحة عينها بأنه “يتم الحصول عليها بواسطة التقطير؛ حيث نحصل بداية على روح النبتة أو ما يسمى الزيت الأساسية، ثم يتم تخفيفها قبل استعمالها في علاج الخيول”، موضحة أنه “تصلح في آن لكل من الجسد والنفس، حيث من شأنها تحسين الصحة النفسية للخيل”.

جدير بالإشارة أن الندوة عرفت أيضا تدخل كل من جاي لوي غورو، الكاتب والرحالة والناشر الفرنسي، الذي تطرّق لموضوع العناية بالخيل بين الأخلاقيات والممارسات؛ فيما سعت مواطنته ليا لانساد، عن المعهد الوطني للبحث الزراعي بفرنسا، إلى توضيح العوامل الرئيسية في العناية بالخيل وتقييمها في ضوء الأبحاث الحالية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق