بعد مرور أكثر من عام من إعلان الصفقة، اكتملت عملية استحواذ شركة تشابال إنرجي (Chappal Energies) النيجيرية على شركة "إكوينور" النرويجية "إكوينور نيجيريا إنرجي كومباني" (Equinor Nigeria Energy Company)؛ إذ اعتمدتها السلطات المحلية.
وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، اتخذت إكوينور النرويجية قرارها بالانسحاب من قطاع النفط والغاز في نيجيريا، بعد 3 عقود من العمل في الدولة الأفريقية، لأسباب متعلقة بالبيئة المحلية، على رأسها سرقة النفط وتقادم البنية التحتية للقطاع.
وتتفاقم سرقات النفط النيجيري التي تصل إلى 400 ألف برميل يوميًا، رغم المجهودات والمحاولات العديدة في البلاد لمواجهتها.
لذلك لن يكون انسحاب إكوينور النرويجية من سوق النفط النيجيرية الوحيد؛ إذ تستعد مجموعة من الشركات العالمية العملاقة إلى اتخاذ الخطوة نفسها للأسباب ذاتها، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبموجب الصفقة تبيع إكوينور نيجيريا إنرجي كومباني، التي تستحوذ على حصة تبلغ 53.85% من عقد تأجير النفط والغاز في المربع "أو إم إل 128" (OML 128)، بما في ذلك حصة نسبتها 20.21% في حقل أغبامي (Agbami) الذي تشغله رائدة النفط الأميركية شيفرون.
الموافقة على الصفقة
وافق المشرعون النيجيريون على إتمام صفقة بين شركة إكوينور النرويجية لحصتها في شركتها التابعة لها في الدولة الأفريقية، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد تأجيلها شهرًا.
وقد نُفذت الصفقة من خلال استحواذ شركة "أودينمين"، التي أسّستها "تشابال إنرجي"، وفق قانون شركات الغرض الواحد للاستحواذ على حصة إكوينور نيجيريا.
وقال المدير العام لـ"تشابال إنرجي"، أوفوما إيمانويل: "إن الصفقة تمنحنا زيادة في الإنتاج سريعة، بالإضافة إلى تدفقات نقدية".
وقام بنك "راند مرتشانت بنك"، وهو فرع لـ"راند بنك ليميتد" الجنوب أفريقي، بدور المستشار المالي للشركة النيجيرية المستحوذة على حصة إكوينور النرويجية.
وتتضمّن عملية الاستحواذ نقل جميع البنية التحتية البحرية لشركة إكوينور في نيجيريا، إلى جانب الحقوق التشغيلية لحقلي "أوه إم إل 128" و"أوه إم إل 129".
وكان الطرفان قد أكملا اتفاقية البيع والشراء في 28 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، ثم تقدما إلى السلطات المعنية لإجازتها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكان نائب الرئيس الأول لعمليات أفريقيا في إكوينور النرويجية نينا كوتش، قد علّق على الصفقة عند إعلانها قبل عام، قائلًا: "تبرُز نيجيريًا جزءًا مهمًا من محفظة إكوينور العالمية على مدار الأعوام الـ30 الماضية، وتلك الصفقة تصنع القيمة، وهو ما يتسق مع إستراتيجية الشركة الرامية لتعزيز محفظتها العالمية في إنتاج النفط والغاز، والتركيز على المناطق الرئيسة".
وأشاد كوتش بشركة تشابال إنرجي، موضحًا أنها شركة نيجيرية ملتزمة، ولديها طموح لتطوير الأصول المبيعة بدرجة أكبر، لتُسهم إيجابًا في الاقتصاد النيجيري لأعوام مقبلة.
إكوينور النرويجية في نيجيريا
تنشط إكوينور النرويجية في نيجيريا منذ عام 1992، وتؤدي دورًا مهمًا في تطوير أغبامي الذي يُعد أكبر حقل في المياه العميقة في الدولة التي تُعد أكبر منتج للنفط في أفريقيا، ولديها احتياطي ضخم من الغاز.
ومنذ أن بدأت الشركة النرويجية الإنتاج من الحقل في عام 2008، لامس إنتاج أغبامي أكثر من مليار برميل نفط، وفق بيانات الإنتاج لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولا يمثّل انسحاب إكوينور النرويجية من نيجيريا، الذي انتهى الشهر الماضي، آخر عمليات الانسحاب الاستثماري من تلك السوق الغنية بالخام والتحديات الضخمة.
وبدأ عدد من الشركات على رأسها شل العالمية وإيني الإيطالية وإكسون موبيل الأميركية عمليات التخارج، خاصة من الحقول البرية ومربعات المياه الضحلة في البلد الأفريقي.
وسرقة النفط النيجيري هي أول التحديات التي تواجه القطاع، وتكبده خسائر كبيرة، وهو ما دفع الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية النيجيرية (NNPC) ميلي كياري في 13 يونيو/حزيران (2024) إلى المطالبة بإنشاء محكمة مختصة بمقاضاة المتسببين في سرقة النفط وتخريب خطوط الأنابيب.
كما حثّ كياري على تسريع جلسات نظر تلك القضايا، ودعم القضاء لمواجهة التحدي لتحقيق الاستفادة المثلى من قطاع النفط في النمو الاقتصادي والصناعي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: