أعلن الاتحاد الأفريقي، اليوم الأربعاء، تعليق عضوية جمهورية مدغشقر بشكل فوري، على إثر التطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها البلاد، واعتبرها «انقلاباً عسكرياً» أطاح بالرئيس أندريه راجولينا من الحكم. ويأتي هذا القرار في إطار سياسة الاتحاد الرافضة لأي تغيير غير دستوري للسلطة في الدول الأعضاء.
وخلال 65 عاماً من الاستقلال، عرفت مدغشقر ستة انقلابات صريحة وعدة محاولات فاشلة، ما جعلها نموذجاً لعدم الاستقرار السياسي في إفريقيا.
ورغم محاولات الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي دعم المسار الديمقراطي، لا تزال البلاد تدور في دائرة الانقلابات والانقسامات بين المدنيين والعسكريين، في ظل أزمات معيشية واقتصادية متفاقمة.
وفي السطور التالية نرصد تاريخ الانقلابات منذ استقلال مدغشقر عن فرنسا عام 1960
لم تعرف البلاد استقراراً سياسياً طويلاً، إذ تكررت فيها الانقلابات العسكرية والأزمات الدستورية التي غيرت السلطة أكثر من مرة وأعاقت التنمية في واحدة من أفقر دول إفريقيا.
1960–1972: عهد فيليبر تسيرانانا ونهاية الحكم المدني
بعد الاستقلال، تولى الرئيس فيليبر تسيرانانا الحكم، مستنداً إلى علاقات وثيقة مع فرنسا.
لكن الأزمات الاقتصادية والاحتجاجات الطلابية عام 1972 أجبرته على التنحي وتسليم السلطة إلى الجيش بقيادة الجنرال غابرييل رامانتسوارا، في أول تدخل عسكري مباشر في السياسة.
1975: انقلاب ديغيري واستيلاء الاشتراكيين على الحكم
شهدت البلاد عام 1975 انقلاباً جديداً قاده الجنرال ديغيري راتسيراكا، الذي أعلن نفسه رئيساً، وأقام نظاماً اشتراكياً مستلهماً من النموذج الكوبي.
حكم راتسيراكا البلاد بقبضة حديدية لأكثر من عقدين، تخللها اضطراب اقتصادي وتوترات داخلية، قبل أن يطيح به الشارع في أواخر التسعينيات.
1991–1996: احتجاجات وانقلاب ناعم
في عام 1991، اندلعت مظاهرات واسعة ضد نظام راتسيراكا، قُتل فيها المئات، مما اضطره إلى تقاسم السلطة مؤقتاً مع المعارضة بقيادة ألبرت زافي، الذي أصبح لاحقاً رئيساً مدنياً في 1993.
لكن الانقسامات السياسية عادت، وتمت إزاحته في 1996 بانقلاب سياسي قاده البرلمان والجيش، ليعود راتسيراكا إلى الحكم مجدداً.
2002: أزمة انتخابية وانقسام في الجيش
شهدت انتخابات 2001 نزاعاً حاداً بين راتسيراكا وخصمه مارك رافالومانانا، إذ أعلن كل منهما فوزه.
انقسم الجيش بين الطرفين، ودخلت البلاد في حرب أهلية قصيرة انتهت بانتصار رافالومانانا، الذي تسلم السلطة رسمياً عام 2002 بدعم عسكري.
2009: انقلاب راجولينا على رافالومانانا
في عام 2009، قاد أندريه راجولينا، وكان آنذاك عمدة العاصمة أنتاناناريفو، انقلاباً عسكرياً أطاح بالرئيس مارك رافالومانانا، بمساندة وحدة نخبة من الجيش بقيادة الكولونيل مايكل راندريانيرينا.
حكم راجولينا البلاد لسنوات عبر مجلس انتقالي، قبل أن يعود إلى السلطة عبر انتخابات 2019.
2025: انقلاب جديد يعيد راجولينا إلى نقطة البداية
في أكتوبر 2025، أطاح الجيش مجدداً بالرئيس أندريه راجولينا، بعد تصاعد احتجاجات "الجيل زد" وانشقاقات داخل الجيش.
أعلن الكولونيل مايكل راندريانيرينا، أحد أبرز قادة انقلاب 2009، توليه رئاسة البلاد مؤقتاً، لتدخل مدغشقر مرحلة جديدة من الانتقال العسكري، هي السادسة تقريباً منذ الاستقلال.
0 تعليق