"جي بي تي" يسمح بمحتوى إباحي للبالغين.. خطوة مثيرة بعالم الذكاء الاصطناعي - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، عن خطط للسماح بنطاق أوسع من المحتوى عبر برنامج الدردشة الآلي "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، بما في ذلك المحتوى الإباحي للبالغين الذين تم التحقق من أعمارهم.
وأوضح ألتمان عبر منشور على منصة "إكس" أن الهدف من القرار هو معاملة المستخدمين البالغين كبالغين، مشيراً إلى أن التحديثات القادمة ستجعل الدردشة أكثر “إنسانية” في طريقة التفاعل، ولكن فقط في حال رغبة المستخدم بذلك.

وأضاف أن هذه التغييرات تأتي بعد تطوير أدوات جديدة تقلل من مخاطر المشكلات النفسية التي قد تنشأ عن استخدام الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن النسخ السابقة كانت “مقيدة للغاية” لضمان السلامة العقلية للمستخدمين.

خلفية القرار: قضية انتحار تثير الجدل

يأتي القرار في أعقاب دعوى قضائية رفعها والدان من كاليفورنيا ضد "أوبن إيه آي" بعد انتحار ابنهما آدم راين البالغ من العمر 16 عامًا.
اتهم الوالدان الشركة بـ“القتل الخطأ”، مشيرين إلى أن أدوات الرقابة الأبوية في "تشات جي بي تي" لم تكن كافية لمنع المحادثات التي ساهمت في تفاقم الحالة النفسية لابنهما، حيث أظهرت السجلات تواصله مع التطبيق حول أفكاره الانتحارية قبل وفاته في أبريل/نيسان الماضي.

ألتمان أوضح في بيانه أن الشركة كانت شديدة الحذر في تقييد قدرات الذكاء الاصطناعي تجنبًا لتكرار مثل هذه الحالات، لكنها الآن تملك آليات أكثر أمانًا تسمح لها بتخفيف القيود دون تعريض المستخدمين للخطر.

إطلاق سياسات عمرية جديدة في ديسمبر

أكد ألتمان أن الشركة ستبدأ تطبيق نظام شامل للتحقق من العمر في ديسمبر المقبل، كجزء من سياسة “معاملة البالغين كبالغين”.
وبموجب هذا النظام، سيتم السماح للمستخدمين الذين تم التحقق من بلوغهم سن الرشد بالوصول إلى محتوى البالغين، بما في ذلك المواد الإباحية.
وأوضح أن الهدف هو توسيع حرية المستخدمين دون الإخلال بمعايير الأمان، مؤكدًا أن المحتوى سيكون متاحًا فقط لمن يثبت بلوغهم السن القانونية.

انتقادات قانونية ومخاوف مجتمعية

أثار القرار موجة من الانتقادات من خبراء القانون والتقنية.
وقالت المحامية جيني كيم من شركة Boies Schiller Flexner إن الخطوة "تكشف الحاجة إلى تنظيم صارم على المستويين الفيدرالي والولائي"، متسائلة: "كيف ستضمن أوبن إيه آي منع الأطفال من الوصول إلى هذه الأقسام؟"

وأضافت كيم أن معظم شركات التكنولوجيا تستخدم المستخدمين كـ“فئران تجارب” لاختبار حدود السلوك البشري أمام الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن فاعلية نظام التحقق العمري ما زالت غير مؤكدة.

وفي أبريل الماضي، ذكر موقع TechCrunch أن بعض الحسابات المسجلة كقاصرين كانت قادرة على إنشاء صور إباحية عبر المنصة، ما دفع الشركة إلى تطوير حلول جديدة لمنع تكرار ذلك.

مخاوف حكومية وتنظيمية متزايدة

تزامن القرار مع نقاشات موسعة في الكونغرس الأمريكي حول ضرورة تنظيم الذكاء الاصطناعي.
فقد استخدم حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم حق النقض ضد مشروع قانون كان يمنع الشركات من تقديم روبوتات دردشة للأطفال ما لم تضمن عدم تسببها في ضرر نفسي.
وقال نيوسوم: “من الضروري أن يتعلم المراهقون كيفية التفاعل الآمن مع أنظمة الذكاء الاصطناعي”.

كما أطلقت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) تحقيقًا حول كيفية تفاعل روبوتات الدردشة مع الأطفال، بينما طُرح في مجلس الشيوخ تشريع جديد يصنف روبوتات الدردشة كـ“منتجات”، مما يتيح للمستخدمين رفع دعاوى قضائية ضد مطوريها في حال تسببها بأضرار.

سباق تنافسي شرس في سوق الذكاء الاصطناعي

يرى الخبراء أن هذه الخطوة من "أوبن إيه آي" تأتي في إطار التنافس الشرس بين شركات الذكاء الاصطناعي على زيادة قاعدة المستخدمين وتحقيق أرباح أعلى.
وقال روب لالكا، أستاذ إدارة الأعمال في جامعة تولين، إن "تشات جي بي تي" شهد نمواً غير مسبوق في عدد المستخدمين، مشيراً إلى أن "الشركة تسعى للحفاظ على زخم النمو وتحقيق الهيمنة السوقية".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق