الذهب يتصدر المشهد مجددًا.. ولكن هل الفضة هي الحصان الرابح القادم؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وسط التقلبات الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، عاد الحديث مجددًا عن المعادن النفيسة كملاذ آمن للمستثمرين. الذهب، الذي لطالما اعتبر "مخزن القيمة"، حقق مؤخرًا مستويات تاريخية غير مسبوقة، بينما تلوح الفضة في الأفق كخيار بديل ومثير للانتباه.

فما الذي يدفع الأسعار للارتفاع؟ وهل لا يزال الذهب هو الخيار الأفضل؟ أم أن الفضة تستعد لتفوقه في جولات قادمة؟

الذهب يسجل أعلى مستوى في تاريخه: أكثر من 4100 دولار للأوقية

في 8 أكتوبر 2025، تخطى سعر أوقية الذهب حاجز 4100 دولار عالميًا، مسجلاً رقمًا قياسيًا جديدًا لم يسبق له مثيل. هذا الصعود جاء نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة أبرزها:

عودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي دفعت المستثمرين حول العالم إلى البحث عن ملاذات آمنة.

تقرير صادر عن "بنك أوف أمريكا"، يتوقع فيه وصول الذهب إلى 5000 دولار للأوقية بحلول 2026، مدفوعًا بزيادة الطلب العالمي.

توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، والتي تقلل من جاذبية الاستثمار في الأصول الدولارية (كالسندات)، ما يعزز الاتجاه نحو الذهب.

الوضع المحلي في مصر: الذهب يلامس أرقامًا قياسية

انعكست هذه التحركات العالمية مباشرة على السوق المصري، حيث بلغ:

سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6340 جنيهًا.

سعر جرام الذهب عيار 21 (الأكثر تداولًا) قارب 5550 جنيهًا.

مما يعني أن من اشترى الذهب قبل أشهر قليلة، حقق عوائد كبيرة في فترة قصيرة نسبيًا.

601.png
الذهب

هل هذا هو الوقت المناسب للشراء؟

الخبراء يرون أن قرار الاستثمار في الذهب يعتمد على أفق الاستثمار الزمني:

إذا كنت تفكر على المدى الطويل، فالذهب لا يزال الخيار الآمن الكلاسيكي.

أما إذا كان هدفك تحقيق ربح سريع، فالأمر يتطلب متابعة دقيقة للأسواق، إذ أن أي انفراجة في التوترات السياسية أو الاقتصادية قد تهدئ من وتيرة ارتفاع الأسعار مؤقتًا.

الفضة تدخل السباق: هل تنافس الذهب في جاذبيته؟

بالتزامن مع صعود الذهب، ارتفعت أسعار الفضة أيضًا إلى مستويات تاريخية، مدفوعة بزيادة الطلب الصناعي والمالي، حيث:

توقع "بنك أوف أمريكا" أن تصل الفضة إلى 65 دولارًا للأوقية في الفترة القادمة.

رغم وجود مؤشرات على تراجع الطلب الصناعي بنسبة 11% في 2026، إلا أن نقص المعروض قد يُبقي الأسعار مرتفعة.

ما يميز الفضة عن الذهب هو أنها ليست فقط أداة استثمارية، بل أيضًا سلعة صناعية رئيسية تدخل في:

صناعات الإلكترونيات.

الألواح الشمسية.

التطبيقات الطبية والتكنولوجية الحديثة.

الفرق بين الذهب والفضة: متى تختار هذا أو ذاك؟

لفهم قرار الاستثمار بين الذهب والفضة، عليك أن تحدد السيناريو الاقتصادي المتوقع:

إذا كنت ترى أن العالم مقبل على ركود أو توترات سياسية وجيوسياسية: الذهب هو الخيار الأنسب.

أما إذا توقعت انتعاشًا اقتصاديًا عالميًا وزيادة في النشاط الصناعي والتكنولوجي: الفضة قد تكون الرهان الأفضل.

في مصر.. عوامل محلية تلعب دورًا محوريًا في تسعير المعدنين

بالإضافة إلى العوامل العالمية، يتأثر السوق المصري بعدة متغيرات محلية، منها:

سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري.

معدلات التضخم المحلية.

سياسات البنك المركزي بشأن الفائدة والسيولة.

أي تغيير في هذه المؤشرات يُمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض مفاجئ في الأسعار، بغض النظر عن حركة الأسواق العالمية.

الاستثمار الذكي يبدأ من المعرفة

سواء اخترت الذهب أو الفضة، تذكر أن:

كل منهما يحمل فرص ربح كبيرة، لكن طبيعة كل معدن مختلفة.

المتابعة المستمرة للأخبار الاقتصادية والسياسية تؤثر بشكل مباشر على توقيت الدخول والخروج من السوق.

لا تستثمر أموالك بناءً على العاطفة أو القلق، بل بناءً على تحليل موضوعي ودراسة لأهدافك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق