تشكّل خطط تصدير الكهرباء من مصر إلى أوروبا خطوة إستراتيجية في طموح القاهرة للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، وفي الوقت نفسه فرصة لدول القارة العجوز لتأمين احتياجاتها من موارد نظيفة.
وفي هذا الإطار، شهد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم الأربعاء 15 أكتوبر/تشرين الأول (2025)، مراسم توقيع اتفاقية تعاون بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة "كيه آند كيه" (K&K) الإماراتية؛ لتنفيذ الدراسات النهائية لمشروع الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا عبر إيطاليا، عن طريق استعمال الكابلات البحرية.
يأتي توقيع الاتفاقية -وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- في إطار إستراتيجية العمل لتعزيز مكانة مصر مركزًا إقليميًا للطاقة، ودعم جهود تصدير الكهرباء من مصر إلى أوروبا، والتوسع في مشروعات الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، ولا سيما الربط مع قارة أوروبا.
ويستهدف مشروع الربط الكهربائي مع إيطاليا تحويل مصر إلى مركز محوري لنقل وتبادل الطاقة بين قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا.
ووقّع الاتفاقية كل من رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء المهندسة منى رزق، وعن شركة كيه آند كيه الإماراتية للاستثمار الدكتور تاج الدين مصطفى سيف.
الربط الكهربائي بين مصر أوروبا
تتضمن الاتفاقية إعداد وتنفيذ الدراسات الفنية والبيئية والمالية النهائية لمشروع الربط الكهربائي بين مصر أوروبا، واتخاذ ما يلزم لبدء التنفيذ والربط الكهربائي بين الشبكة القومية للكهرباء في مصر والشبكة الأوروبية الموحدة للكهرباء عبر الشبكة الكهربائية الإيطالية.
وأكد رئيس الوزراء أن توقيع الاتفاقية يأتي في إطار اهتمام الدولة بالربط الكهربائي مع أوروبا، وتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية، وخاصة مصادر توليد الطاقة المتجددة، كما يعدّ خطوة على طريق تعزيز مكانة مصر مركزًا إقليميًا للطاقة.

وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمود عصمت إلى أن الربط الكهربائي مع أوروبا يعدّ أحد المشروعات الإستراتيجية لتصدير الفائض من الطاقة المتجددة المنتجة في مصر إلى القارة الأوروبية، بقدرات مستهدفة تصل إلى 3 آلاف ميغاواط.
وشدد على أن تصدير الكهرباء من مصر إلى أوروبا يسهم في دعم جهود التحول الطاقي، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز أمن الطاقة الإقليمي والدولي.
الطاقة المتجددة
أوضح المهندس محمود عصمت الأهمية البالغة التي يوليها قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لنشر استعمالات الطاقات المتجددة وخفض انبعاثات الكربون وتنويع مصادر الطاقة.
وأشار إلى إستراتيجية الدولة التي تهدف لزيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% في مزيج الطاقة الكهربائية بحلول 2030، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وأضاف أن القطاع الخاص يعدّ شريكا رئيسًا في مشروعات الطاقة المتجددة، لافتًا إلى أن المشروع يعكس الثقة المتزايدة في قدرات مصر الفنية والبشرية، والبيئة الاستثمارية الجاذبة التي يوفرها قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة.

تستهدف مصر تصدير الكهرباء إلى أوروبا، ضمن إستراتيجيتها الرامية لتكون مركزًا إقليميا للطاقة، وبوابة عبور للطاقة النظيفة المنتجة في أفريقيا إلى دول القارة العجوز.
وكان عدد من شركات الطاقة الأوروبية -وفي مقدّمته شركة الكهرباء الفرنسية العملاقة "إي دي إف"، وشركة سكاتك النرويجية- قد قدَّم خططًا لدراسة مشروعات تستهدف تصدير الكهرباء من مصر إلى أوروبا.
وتجري حاليًا أيضًا أعمال الدراسات الفنية لمشروع لتصدير الكهرباء من مصر إلى أوروبا عبر اليونان، الذي يستهدف مدّ خطوط بين البلدين بطول يصل إلى 900 كيلومتر، ويُتوقع أن تتراوح قدراته بين 2000 و3 آلاف ميغاواط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق