داخل إحدي شوارع مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية والتي يظهر على منازلها القدم ويملؤها الورش الحرفية القديمة، نجد «أحمد» يقف أمام عربة خشبية بسيطة يسود عليها ملامح الزمن الجميل وبجوارها دماسة الفول التي تجلب الجميع إليه بعدما تفوح رائحة الفول في الشارع.
ويقول «أحمد» أنه تعلم مهنة بيع الفول من والده منذ ما يزيد عن العشرين عاماً، فكان يقف معه على العربة منذ صغر سنه، وتعلم منه طريقة تدميس الفول وتحضير سندوتشات الفول بالزبدة الفلاحي والطحينة والزيت الحار، وبعد وفاة والده ورث العربة منه واستكمل مشواره بعدما أصبح يتردد عليه الكثير لتناول طبق الفول بالزبدة البلدي.
وأضاف «أحمد» بأن يومه يبدأ منذ صلاة الفجر، حيث يستيقظ ويبدأ بالصلاة ثم يرتدي ملابس العمل التي يرتسم عليها شقاء السنين، وبعدها يتوجه من منزله بقرية ميت قايد إلى عربته الخشبية المجاورة لمحكمة الزقازيق حاملا معه دماسة الفول، ويبدأ يومه بتجهيز الفول والطعمية وقلي الباذنجان وغيرهم.

وتابع «أحمد» بأن الكثيرون يترددون عليه لطلب طبق الفول بالزبدة الفلاحي الأشهر لديه أو سندوتش الفول المتحمر بالزبدة، وعلى الرغم من بساطة مكانه لأنه يقف على جانب إحدي الشوارع إلا وأن الشخصيات الهامة من داخل المحكمة يتردوون عليه لتناول الفول البلدي.
واختتم «أحمد» حديثه قائلا "جودة الفول والزبدة الفلاحي والإبتسامة سر حب الناس في التردد على العربة، وأهم حاجه في الشغل الكلمة الطيبة من الزبائن ومساعدة الغلبان لأن المال مبيقلش من الصدقة، ومش بطلب من ربنا غير الستر".
0 تعليق