واصلت البورصة السعودية تحقيق مكاسب محدودة خلال تعاملات اليوم (الأربعاء)، إذ صعد المؤشر العام “تاسي” بنسبة 0.2% متجاوزاً مستوى 11600 نقطة، في وقت تسود فيه الأسواق حالة من الترقب الحذر تجاه قرارات السياسة النقدية الأمريكية واحتمالات تجدد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين.
وجاء هذا الارتفاع الطفيف مدفوعاً بصعود أسهم قيادية في قطاعات الطاقة والمصارف والمرافق، حيث ارتفع سهم “أرامكو” بدعم من تحسن أسعار النفط، إلى جانب مكاسب سهم “البنك الأهلي السعودي” الذي استقطب عمليات شراء من المستثمرين الأفراد والمؤسسات. كما صعد سهم “أكوا باور” في ظل توقعات إيجابية بأداء قوي للقطاع في نتائج الربع الثالث، مما دعم الاتجاه الصعودي للمؤشر العام رغم تراجع أسهم “سابك” واستقرار “الراجحي” دون تغيير.
وفي المقابل، واصل سهم “بترو رابغ” أداءه اللافت بارتفاع يقارب 4% للجلسة الثالثة على التوالي، مدعوماً بإعلان الشركة الأسبوع الماضي عن تعديل في هيكل ملكيتها، بعد زيادة حصة “أرامكو السعودية” إلى 60% وتراجع حصة “سوميتومو كيميكال” إلى 15%، وهو ما أعاد الثقة للمستثمرين في قدرة الشركة على إعادة هيكلتها وتحسين ربحيتها المستقبلية.
وأكد ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في بي إل إم إي كابيتال، أن “السوق تتفاعل إيجابياً مع هذا التغيير، إذ كانت بترو رابغ بحاجة إلى قيادة موحدة تضع استراتيجية واضحة وتتابع تنفيذها على الأرض، ويبدو أن المستثمرين يراهنون على دور أرامكو في إعادة توجيه دفة الشركة نحو الربحية والاستدامة”.
كما ارتفع سهم “رتال للتطوير العمراني” بنحو 3%، عقب إعلان الشركة أن إحدى شركاتها التابعة وقعت عقداً مع مجموعة “روشن” بقيمة 462 مليون ريال، لتطوير مشروع سكني جديد، ما عزز الثقة في قدرة القطاع العقاري على الحفاظ على وتيرة نموه خلال العام الحالي.
تزامن الصعود المحدود في الأسهم السعودية مع حالة ترقب في الأسواق العالمية لتوجهات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بعد أن ألمح رئيسه جيروم باول إلى احتمال خفض جديد لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال الشهر الجاري، في ظل مؤشرات على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتراجع التضخم.
هذا التوجه عزز المعنويات في الأسواق الآسيوية وساهم في رفع أسعار المعادن النفيسة صباح اليوم، ما انعكس إيجاباً على أداء بعض مؤشرات الخليج.
غير أن حالة القلق ظلت حاضرة بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد فيها بوقف تجارة زيت الطهي مع الصين، في خطوة أعادت إلى الأذهان أجواء الحرب التجارية السابقة بين أكبر اقتصادين في العالم. وأدى هذا التصريح إلى تراجع مؤشرات وول ستريت وتذبذب أسعار النفط، وهو ما حد من الزخم الصعودي في البورصات الإقليمية.
ويرى محللون أن المشهد العام في سوق الأسهم السعودية يتسم بالتوازن الحذر، إذ تواصل الشركات القيادية دعم المؤشر، فيما يترقب المستثمرون بيانات نتائج الربع الثالث لتحديد اتجاهات السيولة خلال الأسابيع المقبلة. كما يترقب المتعاملون مدى تأثير قرارات الفيدرالي الأمريكي المقبلة على السيولة الأجنبية داخل الأسواق الخليجية، في ظل استمرار ارتباطها الوثيق بالدولار الأمريكي والسياسات النقدية العالمية.
0 تعليق