كشفت وسائل إعلام عبرية، نقلاً عن مصادر فلسطينية وإسرائيلية، عن تعيين اللواء أحمد حمودة، أحد كبار ضباط جهاز الحرس الرئاسي الفلسطيني، قائداً لمعبر رفح البري من الجهة الفلسطينية، وذلك في خطوة وُصفت بأنها تعيد النفوذ إلى السلطة الفلسطينية في المنطقة الحدودية مع مصر، وتحدّ من حضور حركة حماس هناك.

قائد مقرّب من عباس يتسلم المسؤولية

وبحسب تقرير لقناة i24NEWS العبرية، فإن اللواء حمودة البالغ من العمر 52 عامًا يُعد من المقربين للرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، وقد التحق بجهاز الأمن الرئاسي منذ عام 2005، حيث راكم خبرة واسعة في المجال الأمني، خصوصًا في الملفات المتعلقة بالحماية والمنشآت الحساسة.

وأشارت القناة إلى أن المعبر ظل مغلقًا منذ مايو 2024، بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على جانبه الفلسطيني في سياق عملية عسكرية واسعة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، لافتة إلى أن التعيين يأتي في إطار جهود مصرية وأممية لإعادة فتح المعبر أمام المساعدات الإنسانية.

فريق أمني فلسطيني تلقى تدريبًا مصريًا

يرافق اللواء حمودة فريق أمني مكوّن من نحو 50 شرطيًا فلسطينيًا، تلقوا تدريبات مكثفة في أكاديمية الشرطة المصرية بالقاهرة منذ فبراير 2025. 

وتركزت هذه التدريبات على مهارات التفتيش الإلكتروني، ومكافحة التهريب، وإجراءات الأمن الحدودي الحديثة، بما ينسجم مع المعايير الدولية للعمل في المعابر الحدودية.

وصرّح مسؤول إسرائيلي للقناة بأن هذه الخطوة تُعد "تحولًا استراتيجيًا" في إدارة معبر رفح، وتُسهم في تقليص دور حماس في المنطقة، كما تمهد الطريق لعودة تنسيق أكبر بين السلطة الفلسطينية والجهات الدولية المعنية بالمساعدات والرقابة الأمنية.

فتح تدريجي للمعبر تحت رقابة أممية

ومن المرتقب، وفق التقرير، أن يُعاد فتح المعبر بشكل تدريجي خلال الأيام المقبلة، مع السماح بدخول ما يصل إلى **500 شاحنة مساعدات إنسانية يوميًا** إلى قطاع غزة، تحت إشراف ومراقبة الأمم المتحدة، التي ستتولى التأكد من عدم استخدام المعبر لأي أغراض عسكرية.

وتأتي هذه التطورات في ظل مساعٍ دولية متواصلة لتحسين الوضع الإنساني في القطاع، ودفع مسار التهدئة بين الأطراف، وسط توترات لا تزال قائمة بين إسرائيل وحماس، وتنافس واضح على النفوذ في مناطق الجنوب الفلسطيني.