اقرأ في هذا المقال
- التعدين في أعماق البحار يقترن بأضرار بيئية ومناخية
- يهدد تطوير الصين أنشطة تعدين في المحيط الهادئ بتوترات جيوسياسية
- اليابان تنفذ أنشطة تعدين في أعماق البحار في منطقتها الاقتصادية الحصرية
- يمثل التعدين في أعماق البحار قرابة 65% من سطح الأرض
- تحتوي العقيدات على العديد من المعادن مثل النحاس والكوبالت
تسحب الصين البساط من اليابان تدريجيًا بشأن التعدين في قاع البحار، بعد أن انتزعت الأولى حقوقًا حصرية لتنفيذ تلك الأنشطة في قاع المحيط الهادئ، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتخطّط الصين لإجراء أنشطة التعدين المذكورة بالقرب من جزيرة إستراتيجية تستعين بها اليابان، لإثبات أحقيتها في المناطق الاقتصادية الحصرية المحيطة بها التي تحوي رواسب معدنية مهمة؛ ما قد يفرض تهديدات جيوسياسية على المنطقة.
كما تمثّل خُطط الصين المذكورة تهديدًا لمسارات أنشطة التعدين في قاع البحار التي تنفّذها طوكيو في منطقتها الاقتصادية الحصرية، والتي تستهدف خفض الاعتماد على الموارد المعدنية المستوردة اللازمة لتطوير تقنيات تحول الطاقة، مثل صناعة بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والألواح الشمسية.
وتجري عمليات استخراج المعادن من قاع المحيطات على عمق يصل إلى 2000 متر أو أكثر، وتغطي تلك المنطقة الشاسعة قرابة 65% من سطح الأرض، وما يزال الكثير منها غير مُكتَشف حتى الآن.
تفوق صيني
حصلت شركة صينية على حقوق حصرية لاستكشاف أنشطة التعدين في قاع البحار بالقرب من المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان، وفق ما أورده موقع ساوث تشاينا مورنينغ بوست.
وأثارت تقارير مفادها بأن شركة صينية ستُجري اختبارات تعدين في قاع المحيط الهادئ خلال العام المقبل (2025)، القلق في طوكيو في ظل تخوّف الأخيرة من إخفاقها في سباق تأمين الموارد الحيوية اللازمة لتحقيق الأهداف المناخية.
ونجحت شركة بيونير هاي تيك ديفلوبمنت كورب (Pioneer Hi-Tech Development Corp) الصينية الحكومية في تأمين حقوق حصرية لاستكشاف موقعين في قاع البحر خارج المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان بالقرب من مينامي توريشيما، وهي جزيرة مرجانية صغيرة، ولكنها حيوية إستراتيجيًا تقع على بُعد قرابة 1848 كيلومترا (1148 ميلًا) جنوب شرقي العاصمة اليابانية طوكيو.
وتتيح هذه الجزيرة المرجانية النائية لليابان المطالبة بأحقيتها في المنطقة الاقتصادية الحصرية التي تشمل ما يقرب من 429 ألف كيلومتر مربع (166 ألف ميل مربع) من المياه المحيطة وقاع البحر، بما في ذلك أي رواسب معدنية أو طاقوية.
وفي اقتراح قدمته إلى الهيئة الدولية لقاع البحار ومقرها جامايكا، قالت شركة بيونير هاي تيك ديفلوبمنت كورب إنها تخطط لإجراء تعدين تجريبي لعُقِيدات المنغنيز على مدى 20 يومًا في منطقة تغطي 250 ألف كيلومتر مربع (96 ألفًا و500 ميل مربع)، على بُعد قرابة 600 كيلومتر (370 ميلًا) من جزيرة مينامي توريشيما.
والعُقيدات هي تكوينات صغيرة مستديرة توجد في قاع المحيط، وتكوّنت على مدى ملايين السنين عندما التصقت المعادن من الماء بالحطام الموجود في قاع البحر.
موعد بدء التعدين
من المقرر أن تبدأ عمليات التعدين التجريبي في أغسطس/آب من العام المقبل، وستستعمِل فيها الشركة معدات متخصصة لشفط العُقِيدات من أعماق تصل إلى 5 آلاف متر (3 أميال).
وفي الوقت الذي تستهدف فيه الشركة جمع ما يصل إلى 7 آلاف و500 طن من العُقِيدات، ينصبُّ التركيز الأساسي -على ما يبدو- على اختبار معداتها بدلًا من استخراج المعادن على نطاق واسع.
وعلاوة على ذلك، ستقيّم الدراسة الآثار البيئية لتوزيع قاع البحار، وفق ما نشرته صحيفة يوميوري وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي يونيو/حزيران الماضي أجرى باحثون يابانيون من جامعة طوكيو ومؤسسة نيبون التابعة للأمم المتحدة أبحاثًا مماثلةً داخل حدود المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان؛ واكتشفوا ما يُقدر بملايين الأطنان من العقيدات الغنية بمعدني الكوبالت والمنغنيز.
جهود اليابان
تستكشف اليابان سُبل التعدين في أعماق البحار في المنطقة الاقتصادية الحصرية، في مسعى منها لتخفيف اعتمادها على الموارد المعدنية المستوردة اللازمة لتطوير التقنيات المتقدمة والنظيفة.
وتتطلع اليابان إلى أن تصبح جاهزة للتعدين بحلول أواخر العقد الحالي (2030)، وتبرز الدولة الآسيوية من بين أوائل الدول الساعية إلى استخراج المعادن من أعماق البحار.
وأنجزت طوكيو سلسلة من اختبارات التعدين على نطاق صغير، تزعم أنها الأولى من نوعها في العالم، بل وتصف اليابان نفسها بأنها رائد عالمي في التنمية المستدامة فيما يتعلق بالتعدين في أعماق البحار.
التعدين في أعماق البحار
يركز التعدين في أعماق البحار على 3 أنواع من الرواسب المعدنية البحرية: العقيدات المتعددة المعادن (التي تحتوي على النيكل والكوبالت والنحاس والمنغنيز والرصاص)، والكبريتيدات المتعددة المعادن (مصادر النحاس والرصاص والزنك والذهب والفضة)، وقشور الحديد والمنغنيز الغنية بـ(الكوبالت والفاناديوم والموليبدينوم والبلاتين والتيلوريوم).
وقد أبرمت الهيئة الدولية لقاع البحار عقوداً مدّتها 15 عامًا مع 31 شركة مقاولات لاستكشاف الرواسب المذكورة في مناطق قاع البحار الدولية.
وتتركّز أعمال الاستكشاف تلك في منطقة كلاريون كليبرتون شمال المحيط الهادئ والمحيط الهندي ومنطقة وسط المحيط الأطلسي وشمال غربي المحيط الهادئ.
وتزداد أهمية المعادن الحيوية الآن وبصورة أكبر من أي وقت مضى؛ بعد أن باتت ضرورية للتقدم التقني والنمو الاقتصادي والأمن القومي لأي دولة.
كما تُستعمَل المعادن الحيوية على نطاق واسع في قطاعات مختلفة مثل تقنيات المعلومات والفضاء والدفاع وغيرها من الصناعات الناشئة.
تحديات بيئية
يُحذّر المنتقدون من أن أنشطة التعدين في أعماق البحار قد يَنتُج عنها أضرار بيئية بالنظم الإيكولوجية الموجودة في تلك المناطق الحيوية، بما في ذلك عن طريق تدمير الموائل بصفة مباشرة، وإطلاق أعمدة من الجسيمات الدقيقة التي تحملها التيارات لخنق الموائل المجاورة، وفق ما أورده موقع مونغاباي.
وطالب ما يزيد على 20 دولة بحظر أنشطة التعدين في أعماق البحار أو وقف مؤقت أو وقف احترازي.
وأبرم أكثر من 800 عالم بحري وخبير آخر على بيان يدعو إلى تعليق تلك الأنشطة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتفهمًا منها لمثل تلك المخاوف، تجمع الحكومة اليابانية البيانات حول النظم البيئية في أعماق البحار وتطور التقنيات لمراقبة وتقليل التأثيرات البيئية للتعدين.
وقد أظهرت اختبارات اليابان الصغيرة النطاق حتى الآن تأثيرات مستمرة في الحيوانات بمواقع الاختبار وبالقرب منها.
وتكتسب أعماق المحيطات أهميتها في مكافحة تغير المناخ من قدرتها على امتصاص وتخزين ما يزيد على 90% من الحرارة الزائدة، ونحو 38% من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية، ومن ثم فإن الإضرار بهذا النظام البيئي البحري قد يؤدي إلى أزمات مناخية جسيمة تصعُب مواجهتها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.الصين تزاحم اليابان على استغلال الموارد المعدنية من قاع البحار من صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.
2. أنشطة التعدين في أعماق البحار لها أضرار بيئية ومناخية جسيمة من مونغاباي.