تجاوزت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء، مستوى 4100 دولار للأونصة مسجلةً أعلى مستوى لها على الإطلاق، وسط توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وعززت هذه التوقعات إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن في ظل تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما ساهم في دعم الاتجاه الصعودي للذهب عالميًا ومحليًا.
ووفقًا لبيانات التحليل الفني لموقع "جولد بيليون"، افتتحت أونصة الذهب تداولاتها عند 4112 دولارًا للأونصة، لتصل خلال اليوم إلى مستوى قياسي عند 4179 دولارًا، وتغلق حاليًا عند مستوى 4139 دولارًا للأونصة، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 0.7% مقارنة بمستويات الافتتاح.
على المستوى المحلي، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في مصر، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6342 جنيهًا، وعيار 21 نحو 5550 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4757 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب 44,400 جنيه. وأكد خبراء المعادن الثمينة أن الارتفاع المحلي يعكس تأثير أسعار الذهب العالمية بشكل مباشر، إضافة إلى تزايد الطلب من المستثمرين والمشغولات الذهبية في السوق المحلية.
منذ بداية العام الجاري، ارتفع الذهب بأكثر من 57%، مسجلاً مستويات قياسية متتالية، ويعود ذلك جزئيًا إلى عمليات شراء البنوك المركزية للذهب وزيادة احتياطاتها، إضافة إلى ارتفاع الإقبال من قبل الصناديق الاستثمارية العالمية على شراء الذهب في ظل التوترات الجيوسياسية والتجارية، والتي أدت إلى تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
وأشار خبراء إلى أن توقعات خفض الفائدة الأمريكية كانت العامل الأكثر تأثيرًا في ارتفاع أسعار الذهب خلال تداولات اليوم، حيث من المتوقع أن يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تخفيض تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، مما يزيد من جاذبيته كأصل آمن. وفي هذا السياق، صرحت آنا بولسون، رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، بأن تزايد المخاطر على سوق العمل الأمريكي عزز من مبررات المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة، بينما يترقب المستثمرون خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال للحصول على مؤشرات حول مستقبل سياسة الفائدة.
ويشير المحللون إلى أن الذهب سيظل في دائرة الاهتمام خلال الفترة المقبلة، حيث يتوقع استمرار ارتفاع الطلب العالمي على المعدن النفيس، خاصة مع تزايد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية في الأسواق العالمية. كما أن تراجع تكلفة التمويل طويل الأجل من شأنه دعم توجهات الاستثمار في الذهب، سواء عبر شراء الأونصة أو الاستثمار في صناديق الذهب المتداولة.
وفي ظل هذا المشهد، تواصل الأسواق متابعة تحركات أسعار الذهب يوميًا، وسط ترقب كبير لإعلانات البنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي من المتوقع أن تحدد بشكل كبير اتجاه المعدن النفيس خلال الأشهر القادمة، سواء في الأسواق العالمية أو المحلية.
0 تعليق