في خطوة تمثل نقلة نوعية نحو مستقبل النقل الذكي في مصر، منحت الهيئة القومية لتنظيم الاتصالات (NTRA) في مصر تراخيص لسبع شركات دولية رائدة في صناعة السيارات لتقديم خدمات إنترنت الأشياء (IoT) المدمجة في المركبات.

وهذه الخطوة، التي أعلن عنها في نهاية سبتمبر 2025، تسمح بتفعيل ميزات متقدمة مثل أنظمة الملاحة الذكية، تتبع المركبات، ووسائل الاستغاثة الطارئة، مما يعزز السلامة والكفاءة على الطرق المصرية.

ووفقاً لتصريحات وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، فإن هذا التطور يعكس التزام مصر باستراتيجية "مصر الرقمية" لتحويل البنية التحتية إلى نظام ذكي متكامل.

يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه العالم انتشاراً متسارعاً للسيارات الذكية، حيث أصبحت الاتصالية جزءاً أساسياً من تجربة القيادة، وفي مصر، حيث يبلغ عدد المركبات المسجلة أكثر من 8 ملايين سيارة، ستحدث هذه التراخيص تغييراً جذرياً في قطاع النقل، خاصة مع تزايد الازدحام المروري في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية.

ويتوقع أن يساهم هذا في خفض الحوادث بنسبة تصل إلى 20% من خلال الاستجابة الفورية للطوارئ، وفقاً لتقديرات خبراء في مجال الاتصالات.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض التفاصيل الكاملة لهذه التراخيص التي ستغير من وجه الطرق المصرية.

الشركات المستفيدة ودورها في السوق المصري

وفي 30 سبتمبر 2025، وقعت NTRA اتفاقيات الترخيص مع سبع شركات عالمية، مما يفتح الباب أمام إطلاق خدمات السيارات المتصلة بالإنترنت لأول مرة في مصر، الشركات المختارة تشمل:

• جنرال موتورز (OnStar): الرائدة في تقنيات الاتصال بالسيارات، ستدعم ميزات الاستغاثة التلقائية في حالات الحوادث.
• مانسور للسيارات (MG Automotive): تمثل العلامات التجارية الصينية المتقدمة، مع التركيز على الملاحة الذكية.
• جلوبال أوتو (BMW): تقدم خدمات متكاملة للسيارات الفاخرة، بما في ذلك تتبع الوقت الفعلي.
• ألفا عز العرب (Volvo، Aston Martin، Lotus، Lynk&Co): تركز على السلامة، مع دعم لأنظمة الفرامل التلقائية المرتبطة بالإنترنت.
• EIM (Zeekr، BAIC): شركات صينية ناشئة في السيارات الكهربائية، ستدمج IoT لتحسين كفاءة الطاقة.
• الشركة المصرية لتجارة السيارات (Audi، Skoda): توفر خيارات اقتصادية للسوق المحلي.
  SMG Engineering (Porsche، Scania): متخصصة في السيارات الرياضية والشاحنات الثقيلة.

وهذه الشراكات، التي شهدت حضوراً وزارياً، تضمن توافر الخدمات في جميع أنحاء مصر، مع الالتزام بمعايير أمن البيانات المحلية والدولية.

ووفقاً للرئيس التنفيذي لـ NTRA، محمد شمروخ، فإن "هذه التراخيص تمثل بداية جديدة لنظام نقل ذكي متكامل، يحمي حقوق المستخدمين ويحمي خصوصيتهم".

ميزات السيارات المتصلة بالإنترنت

وتعد خدمات IoT في السيارات ثورة في تجربة السائق، حيث تتيح اتصالاً سلساً بالإنترنت عبر شبكات 4G/5G المتاحة في مصر، وأبرز الميزات تشمل:

• أنظمة الملاحة الذكية: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد أسرع الطرق، تجنب الازدحام، وتوفير إرشادات صوتية ومرئية، وعلى سبيل المثال، يمكن لسيارة متصلة بتجنب الطرق المغلقة بفضل بيانات مرور حية.
• تتبع المركبات: يتيح لأصحاب السيارات مراقبة موقعهم عبر تطبيقات الهواتف، مما يقلل من مخاطر السرقة، وفي مصر، حيث تحدث آلاف الحالات سنوياً، ستكون هذه الميزة مدعومة بتعاون مع الجهات الأمنية.
• وسائل الاستغاثة في الطوارئ: في حال وقوع حادث، ترسل السيارة إشارة تلقائية إلى خدمات الإسعاف والشرطة، مع مشاركة موقع GPS وتفاصيل الحادث.

وهذه الميزات ليست مجرد إضافات ترفيهية؛ إنها أدوات حيوية لتقليل الوفيات المرورية، التي تتجاوز 7,000 حالة سنوياً في مصر وفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية.

تأثير الخطوة على النقل الذكي في مصر

وتشكل هذه التراخيص نقطة انطلاق لـ"النقل الذكي" في مصر، الذي يهدف إلى دمج التكنولوجيا في البنية التحتية، وكجزء من استراتيجية "مصر الرقمية 2030"، ستساهم في بناء مدن ذكية مثل العاصمة الإدارية الجديدة، حيث يخطط لإطلاق مشاريع تجريبية للسيارات الذاتية القيادة.

واقتصادياً يتوقع أن يعزز هذا القطاع السياراتي، الذي يساهم بنسبة 5% من الناتج المحلي، ويخلق آلاف الوظائف في مجالات التقنية والصيانة.

وبالإضافة إلى ذلك، يتوافق هذا مع الاتجاهات العالمية، مثل مبادرات الاتحاد الأوروبي للسيارات المتصلة، لكنه يركز على السياق المصري بتكييف الخدمات مع الشبكات المحلية.

وتمثل هذه الخطوة بداية عصر ذهبي للنقل في مصر، حيث تتحول السيارات من مجرد وسيلة نقل إلى شركاء ذكيين في الحياة اليومية، ومع استمرار الجهود الحكومية، من المتوقع أن تشهد مصر قفزة في الابتكار، مما يعزز مكانتها.