اقرأ في هذا المقال
- توقعات بنمو قدرات الطاقة المتجددة في أفريقيا والشرق الأوسط 8 أضعاف
- ثمة العديد من التحديات قد تعوق تقدم الطاقة المتجددة في المنطقة
- سعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية قد تنمو بأكثر من 8 مرات
تتجه قدرة الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى تحقيق نمو غير مسبوق، مع زيادة متوقعة بنسبة 750% على مدى السنوات الـ10 المقبلة (2023-2033).
وتعكس هذه الزيادة التزام المنطقة بتنويع مزيج الطاقة، والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، والاستفادة من مواردها الوفيرة في طاقتي الشمس والرياح.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تقود العديد من الدول -خاصة مصر والسعودية والإمارات وسلطنة عمان وموريتانيا وجنوب أفريقيا- تطورات ضخمة لتعزيز مكانتها؛ كونها قائدًا عالميًا في قطاع الطاقة المتجددة.
ومن إجمالي القدرة المتوقعة، تشير التقديرات إلى زيادة سعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية والرياح البرية وحدهما، لتصل إلى 40 غيغاواط بحلول عام 2033، مقارنة بأقل من 10 غيغاواط عام 2023.
وأوضح التقرير أن نمو الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وأفريقيا يمكن أن يعزّز النمو الاقتصادي المستدام وفرص توفير الكهرباء للمناطق المحرومة، فضلًا عن ضمان أمن الطاقة.
تطورات الطاقة الشمسية الكهروضوئية
تقع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في قلب طفرة الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وأفريقيا، إذ يُتوقع أن تتجاوز السعة المركبة المتصلة بالشبكة 210 غيغاواط/تيار مستمر بحلول عام 2030، بحسب تقرير حديث لشركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي.
التطورات في الشرق الأوسط:
- من المتوقع أن تصل سعة الطاقة الشمسية التراكمية في الشرق الأوسط إلى 160 غيغاواط/تيار مستمر بحلول عام 2033، وهي زيادة بمقدار 8 مرات مقارنة بعام 2023.
- ستهيمن السعودية على هذه الطفرة؛ بفضل تحقيق متوسط 5.5 غيغاواط/تيار مستمر سنويًا في تركيبات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق بدءًا من عام 2025.
- ستكتسب الطاقة الشمسية الموزعة زخمًا في دول، مثل الإمارات وسلطنة عمان، بفضل الحوافز التجارية والصناعية.
التطورات في أفريقيا:
- سوق الطاقة الشمسية الكهروضوئية في أفريقيا واعدة، إذ من المتوقع أن تصل القدرة الجديدة المتصلة بالشبكة إلى 140 غيغاواط/تيار مستمر بحلول 2033.
- من المتوقع أن تمثّل مصر وجنوب أفريقيا أكثر من ثلث إجمالي تركيبات الطاقة الشمسية في أفريقيا.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- قدرة توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة في أفريقيا خلال عام 2023:
ورغم ذلك، ستواجه المنطقة تحديات استثنائية، أهمها:
- تكامل الشبكة، خاصة في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تحد البنية التحتية للنقل غير المتطورة من انتشار الطاقة المتجددة.
- عقبات التمويل أمام النشر السريع لمشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في جميع أنحاء القارة.
واستجابة لهذه التحديات، من المتوقع أن تتفوق حلول الطاقة الشمسية خارج الشبكة على نظيرتها المتصلة بالشبكة في العديد من دول غرب وشرق القارة، مدفوعة بالحاجة إلى توفير الكهرباء للمناطق النائية وعمليات التعدين.
مستقبل طاقة الرياح البرية في المنطقة
تكتسب طاقة الرياح البرية زخمًا ضمن مشروعات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وسط توقعات بأن يصل إجمالي التركيبات إلى 100 غيغاواط في غضون العقد المقبل.
وسلّط تقرير وود ماكنزي الضوء على نمو سعة الرياح البرية المركبة في المنطقة بنحو 9 أضعاف خلال عامي 2023 و2033، بمتوسط معدل نمو سنوي 61%.
وأشار التقرير إلى أن التقدم في تقنيات التوربينات وانخفاض التكاليف يعززان القدرة التنافسية لطاقة الرياح البرية في المنطقة، لكن ما تزال هناك تحديات، خاصة فيما يتعلق بالاختناقات في الشبكة وعدم اليقين السياسي.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- نمو قدرات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال عامي 2014 و2024:
ورغم ذلك، تستعد مصر وجنوب أفريقيا للهيمنة، إذ ستضيفان معًا أكثر من 40 غيغاواط بحلول عام 2033، بحسب ما طالعته وحدة أبحاث الطاقة.
ومن بين المزايا الأخرى أن الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وأفريقيا تمثّل هدفًا رئيسًا للاستثمارات الصينية وواردات معدات طاقة الرياح، نتيجة مبادرات، مثل مبادرة الحزام والطريق.
كما تعمل كبريات شركات تصنيع التوربينات، مثل إنفيجن الصينية، على إنشاء مصانع في السعودية، ومن المرجح أن تحذو شركات تصنيع أخرى حذوها.
الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط وأفريقيا
خلال العقد المقبل، من المتوقع أن يصبح الهيدروجين الأخضر حجر الزاوية في التحول العالمي للطاقة.
ومع بدء مشروعات ضخمة في وقت لاحق من هذا العقد، تضع دول، مثل مصر وموريتانيا وسلطنة عمان، نصب عينيها أن تصبح من كبار منتجي الهيدروجين بحلول عام 2035، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المقرر أن يصبح مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية -بقدرة 4 غيغاواط- لاعبًا رئيسًا في السوق العالمية مع بدء عملياته في 2026.
وحاليًا، تتجاوز مشروعات الهيدروجين -المخطط لها أو المعلنة- 250 غيغاواط، ومن المتوقع نمو هذه المشروعات مع تطوير المزيد من الدول إستراتيجيات وطنية للهيدروجين.
ورغم هذه الإمكانات الهائلة، ما تزال هناك شكوك تحيط بتنفيذ هذه المشروعات، بحسب تقرير وود ماكنزي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- نمو الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وأفريقيا من وود ماكنزي.
- رسم يوضح قدرة توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة في أفريقيا من وحدة أبحاث الطاقة.
- رسم يوضح قدرات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال عامي 2014 و2024 من منصة الطاقة المتخصصة.