وقّعت الجزائر أكبر صفقة طاقة في تاريخها مع السعودية، حسب تقديرات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ومتابعة دقيقة لملف التنقيب عن النفط والغاز بالبلاد.

يأتي ذلك في خطوة من شأنها دعم جهود الجزائر الرامية إلى استغلال مواردها الطبيعية لتلبية الطلب المتنامي داخليًا والوفاء بتعهداتها التعاقدية مع عملائها في الخارج.

وأشرف وزير المحروقات والمناجم محمد عرقاب، اليوم الإثنين 13 أكتوبر/تشرين الأول 2025، على مراسم توقيع عقد محروقات في شكل تقاسم الإنتاج بين شركتي سوناطراك الحكومية، ومداد للطاقة شمال أفريقيا السعودية.

تتعلق أكبر صفقة طاقة في الجزائر باستكشاف واستغلال المحروقات في المحيط التعاقدي "إليزي جنوب"، الواقع في حوض إليزي على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب عين أمناس.

ووُقِّع العقد من طرف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، والرئيس المدير العام لشركة مِداد للطاقة شمال أفريقيا الشيخ عبد الإله بن محمد بن عبدالله العيبان.

حضر التوقع، سفير السعودية بالجزائر عبدالله بن ناصر البصيري، إلى جانب رئيس اللجنة المديرة للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط) سمير بختي، ورئيس سلطة ضبط المحروقات أمين رميني.

حوض إليزي

يمتد العقد الخاص باستكشاف النفط والغاز في حوض إليزي -الموقّع في إطار أحكام قانون المحروقات- إلى 30 عامًا قابلة للتمديد 10 سنوات إضافية، ويتضمن مدة بحث واستكشاف مدتها 7 سنوات.

وتقدر الاستثمارات الإجمالية المقررة للاستكشاف والاستغلال في هذه الرقعة بنحو 5.4 مليار دولار؛ منها 288 مليون دولار مخصصة للبحث.

وحسب منصة الطاقة؛ فإن هذه أكبر قيمة عقد استثمار بقطاع النفط والغاز الجزائري، كما أنها أطول مدة تعاقد (40 عامًا بعد إضافة 10 سنوات التمديد).

أكبر صفقة طاقة في الجزائر

بموجب توقيع أكبر صفقة طاقة في الجزائر، ستتكفل شركة مِداد للطاقة شمال أفريقيا بتمويل مرحلتي الاستكشاف والاستغلال بنسبة 100%.

كما سينفذ برنامج الأعمال المرتبط بالعقد في إطار احترام صارم لمتطلبات حماية البيئة، وطبقًا للتنظيمات المعمول بها في الجزائر، مع الاعتماد على أحدث الحلول التكنولوجية والرقمية.

وسيمنح المحتوى المحلي والمناولة الوطنية الأولوية في تنفيذ المشروع، بما يعزز الإدماج الصناعي وتطوير الخبرة الوطنية في مجال الخدمات البترولية.

إنتاج حوض إليزي

يقدر الإنتاج المأمول في إطار استغلال محيط حوض إليزي جنوب -في نهاية المدة التعاقدية- بنحو 993 مليون برميل نفط مكافئ؛ منها 125 مليار متر مكعب من الغاز، و204 ملايين برميل من المحروقات السائلة، من بينها 103 ملايين برميل من غاز النفط المسال و101 مليون برميل مكثفات.

جاء توقيع العقد تتويجًا للأعمال المنبثقة عن بروتوكول الاتفاق المبرم بين سوناطراك ومِداد للطاقة شمال أفريقيا في 3 مارس/آذار 2024، والذي شكّل أرضية لتقييم فرص التعاون في مجال تطوير واستغلال مكامن الغاز في حوض إليزي.

تأتي صفقة السعودية بعد أيام من ترسية عقود المناقصة التي جرت نهاية 2024 مع عدد من الشركات العالمية، والتي تستهدف تطوير 700 مليار متر مكعب غاز، ونحو 560 مليون برميل نفط خام.

وأسفرت المناقصة عن استثمارات بقيمة 936 مليون دولار بحد أدنى، من بينها تمويلات للاستكشاف والتنقيب بقيمة 533 مليون دولار، بالإضافة إلى تمويلات للتطوير قاربت 403 ملايين دولار.

وتشير بيانات المناقصة لدى منصة الطاقة، إلى دعم كبير لاحتياطيات النفط والغاز في الجزائر، إذ تحتضن احتياطات مهمة، منها 330 مليار متر مكعب من الغاز، و349 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب، و 562 مليون برميل من النفط.

وتمكّنت 8 شركات عالمية من اقتناص عقود جولة تراخيص النفط والغاز في الجزائر، في 5 مواقع من أصل 6 طرحتها الدولة الواقعة في شمال أفريقيا للمنافسة بمناقصة ضخمة.

وكانت المناقصة قد أسفرت عمّا يلي:

• منح تحالف شركتي "قطر للطاقة" و"توتال إنرجي" الفرنسية الترخيص الخاص بموقع "أهرا".
• فوز تحالف شركتي "إيني" الإيطالية و"بي تي تي إي بي" التايلاندية بالترخيص الخاص بمنطقة "رقان 2".
• منح شركة "زيباك" الصينية الترخيص الخاص بموقع "زرافة 2".
• فوز تحالف يضم شركتي "زنغاس" النمساوية و"فيلادا" السويسرية بترخيص موقع "طوال 2".
• منح شركة "سينوبك" الصينية الترخيص الخاص بموقع "قرن القصعة 2".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..