في خطوة رمزية لافتة، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلادة النيل (Collar of the Nile)، أرفع وسام في الدولة المصرية، تقديرًا للدور الذي لعبه في التوسط لوقف الحرب في غزة والمساهمة في جهود السلام الإقليمي.
وجاء الإعلان قبيل انعقاد قمة السلام المرتقبة في مدينة شرم الشيخ، التي ستجمع زعماء الدول المعنية للنظر في تثبيت وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار، وترتيبات الحوكمة والتحول في القطاع الفلسطيني.
تفاصيل الوسام وأسبابه
قلادة النيل تعد أعلى وسام مدني في مصر، ويمنح عادة لزعماء الدول أو الشخصيات التي قدمت خدمات استثنائية للدولة أو للبشرية.
وفي حالة ترامب، فإن الإعلان الرسمي للرئاسة أشار إلى أن الوسام يمنح «دعمًا لجهوده المتميزة في دعم السلام، وتهدئة النزاعات، والدور المحوري في إنهاء الحرب في غزة».
وقد سبق أن منحت مصر هذا الوسام لشخصيات بارزة على الصعيدين الوطني والدولي، بما في ذلك رؤساء دول، أو شخصيات من العلماء والأدباء الذين أثروا في مسار الثقافة والدبلوماسية.
وفقًا لتقارير الصحف المصرية، فإن الوسام سيُمنح خلال المراسم الرسمية المقررة على هامش قمة السلام في شرم الشيخ، وربما تُحسب لترامب قلادة النيل كـ «وسام الدولة الأعلى».

ردود الفعل والتداعيات الدبلوماسية
الإعلان عن هذا التكريم يأتي وسط أجواء دبلوماسية شديدة الحساسية، حيث يسعى الجانب المصري إلى إبراز دوره الوسيط في الملفّ الفلسطيني، وتعزيز موقعه القيادي في المنطقة. كما يمثل إشارة قوية لواشنطن بأن مصر تثمّن الجهود الأمريكية التي تراها هامة لإنهاء النزاع بالحلّ السياسي.
وفي الأوساط الإعلامية والاستراتيجية، يُنظر إلى هذا الوسام على أنه لحظة رمزية تضع ترامب في موقع “شريك للسلام” وفقًا للرؤية المصرية، وقد يثير مواقف وردودًا من الجانب الأمريكي حول التزامه بتنفيذ مكونات اتفاقية السلام التي تمت صياغتها خلال مفاوضات غزة.
ومن المحتمل أن يرافق ذلك بيان من البيت الأبيض للرد على التكريم، يؤكّد فيه التزام الإدارة الأمريكية بالسلام وإعادة الإعمار، أو يوضّح موقفها من الأدوار المتبادلة في عملية الوساطة.
استحقاق القمة وتحديات التطبيق
بينما يُنظر إلى القمة في شرم الشيخ كفرصة تاريخية لتثبيت وقف إطلاق النار وتوسيع آليات إدارة ما بعد الحرب، فإن منحه ترامب قلادة النيل قد يزيد الضغوط على الأطراف الأخرى لإظهار التزامهم الجاد.
ومع أن الوسام يحمل قيمة رمزية كبيرة، فإن التحديات الحقيقية ستكمن في التنفيذ على الأرض: إعادة الإعمار، ضمان الأمن، الترتيبات الحاكمة، وتقديم ضمانات بأن لا تعود الأعمال العدائية مرة أخرى.
كما أن هذا التكريم قد يُستخدم سياسيًا داخليًا في مصر لتعزيز صورة الدور المصري كفاعل محوري في القضايا العربية، وباعتباره القوة الوسيطة التي لا تنحاز إلى طرف على حساب الآخر.
يذكر أن الإعلان جاء بعد تقييم مصري بأن دور ترامب في تسهيل خطوات التفاوض والتوازن بين الفصائل الإقليمية كان حاسمًا في التمهيد لوقف الأعمال العسكرية، خصوصًا أن مصر لعبت دورًا نشطًا في الوساطة والإغاثة والإشراف على المفاوضات الأمنية.
ومن المتوقع أن تبرز مواقف الدول الأخرى المشاركة في القمة، وكيفية تعاملها مع هذا التكريم، سواء باعتباره تحيّة رمزية أو مؤشرًا على موازين النفوذ في ملف السلام الفلسطيني.
0 تعليق