الأسهم الصينية تهبط رغم تلميحات ... - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تراجعت الأسهم الصينية خلال تعاملات الإثنين، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب التي ألمح فيها إلى الانفتاح على الحوار مع بكين، في وقت يواصل فيه المستثمرون القلق من احتمالات تصعيد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وسجل مؤشر "هانغ سنغ للشركات الصينية" انخفاضًا بنسبة 3.1%، متأثرًا بتراجع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "علي بابا غروب" و"تينسنت هولدينغز"، فيما هبط مؤشر "سي إس آي 300" للأسهم المدرجة في البرّ الرئيسي بنسبة 2.7%.

ورفع بنك الشعب الصيني سعر الصرف المرجعي لليوان إلى أقوى مستوياته منذ نوفمبر الماضي عند 7.1007 يوان لكل دولار، في محاولة للحفاظ على استقرار العملة واحتواء الضغوط الناجمة عن التوترات التجارية.

هشاشة الهدنة التجارية

يأتي هذا التراجع عقب موجة ارتفاع قوية شهدتها الأسواق الصينية خلال الأشهر الماضية، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين بشأن تحسّن العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، وتعافي قطاع التكنولوجيا.

لكن تصريحات ترمب الأخيرة حول فرض رسوم إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، ردًا على قيود بكين على تصدير المعادن الحيوية، أثارت المخاوف مجددًا بشأن هشاشة الهدنة التجارية بين البلدين.

ورغم حدة التراجع، فقد كان أقل من الانخفاض الذي سجله مؤشر "ناسداك غولدن دراغون الصين" يوم الجمعة الماضي بنسبة 6.1%، إذ استغل بعض المستثمرين موجة البيع لاقتناص فرص شراء بأسعار منخفضة.

وقال المحلل في شركة "بيبرستون غروب"، ديلين وو، إن الأسواق ستظل "معرّضة لتقلبات قصيرة الأمد"، معتبرًا أن قاعدة الصادرات المتنوعة واستجابة السياسات السريعة في الصين تعني أن "الأثر الأوسع سيظل محدودًا".

قلق من تدهور طويل الأمد

يحذر الخبراء من أن تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن قد يهدد أداء أحد أفضل أسواق الأسهم في العالم خلال 2025، إذ ارتفع مؤشر "هانغ سنغ الصين" بنحو 30% منذ بداية العام، مدفوعًا بالاستقرار النسبي في العلاقات التجارية والتوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

ورغم الانخفاض العام، فقد حققت أسهم شركات تصنيع الرقائق مكاسب ملحوظة، حيث صعد سهم "سيميكونداكتور مانوفاكتشرينغ إنترناشونال كورب" بنسبة 6.1%، مدعومًا بتوقعات بتكثيف جهود بكين لتقليل الاعتماد على واردات التكنولوجيا الأمريكية.

كما ارتفعت أسهم المعادن النادرة وسط توقعات باستخدامها كورقة ضغط استراتيجية في المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة.

استقرار اليوان وتوجه نحو الأصول الآمنة

في أسواق العملات، ارتفع اليوان الخارجي بنسبة 0.2%، ممحوًا خسائر نهاية الأسبوع الماضي، بينما قفزت العقود الآجلة للسندات الصينية لأجل 30 عامًا بنسبة 0.7%، مع توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة.

وقال خون غو، رئيس أبحاث آسيا في بنك "إيه إن زد" بسنغافورة، إن تحديد سعر الصرف عند مستوى قوي يرسل "إشارة واضحة بأن البنك المركزي الصيني لن يسمح بانخفاض حاد في قيمة العملة"، مشيرًا إلى أن ذلك "سيساعد على تهدئة أسواق العملات الآسيوية".

مؤشرات مرونة اقتصادية رغم الضغوط

أظهرت بيانات حديثة أن الصادرات الصينية ارتفعت بنسبة 8.3% في سبتمبر على أساس سنوي، متجاوزة التوقعات البالغة 6.6%، ما يعكس مرونة القطاع الصناعي رغم التوترات التجارية.

وفي هذا السياق، قال فرانسيس تان، كبير الاستراتيجيين الآسيويين في شركة "إندوسوز ويلث" في سنغافورة، إن "التصعيد التجاري سيؤدي إلى ضغط قصير المدى على الأسهم، لكنه يمثل فرصة لبناء مراكز استثمارية جديدة"، معتبرًا أن "التصحيح الحالي صحي بعد المكاسب الكبيرة منذ بداية العام".

ترقب لمحادثات جديدة وضوابط التصدير

تركّز المفاوضات بين واشنطن وبكين حاليًا على ضوابط التصدير الخاصة بأشباه الموصلات والرقائق المتقدمة، في مقابل قيود صينية على صادرات المعادن الحيوية والمغناطيسات المستخدمة في الصناعات الأمريكية.

ويترقب المستثمرون أيضًا اجتماع الحزب الشيوعي الصيني المقرر عقده بين 20 و23 أكتوبر، لمراجعة خطط التنمية الخمسية المقبلة. وتشير البيانات الأولية إلى استمرار ضعف الطلب الاستهلاكي المحلي خلال عطلة الأسبوع الذهبي، رغم الأداء القوي للأسهم في الأشهر الأخيرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق