من حكم دولة لمدة نحو 24 عام، إلى تقضية أوقاته في ألعاب الفيديو، هكذا يعيش الرئيس السوري الأسبق بشار الأسد في العاصمة الروسية موسكو بعد فراره من سوريا عقب الإطاحة به على يد هيئة تحرير الشام في 8 ديسمبر 2024.
الأسد.. والجانب الخفي من حياة الرفاهية في موسكو
في تقرير نشرته صحيفة "دي تسايت" الألمانية، كشفت عن الجانب الخفي من حياة الأسد وعائلته، تاركاً خلفه دولة تعيش في سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، حيث يعيش الرئيس السوري الأسبق حياة مرفهة بين المال والبزخ والحصانة الروسية، التي تم تغليفها بطابع إنساني.

الصحيفة أشارت إلى أن الأسد يعيش في ناطحة ناطحة سحاب فاخرة تمتلك فيها عائلته حوالي 20 شقة، وبينما هو يعيش حياة الرفاهية هذه، فزوجته تعاني وحالتها الصحية حرجة بسبب إصابتها بالسرطان
الصحيفة الألمانية تحدثت مع صديق قديم سابق للدائرة المقربة من الأسد" ويعيش الآن في أوروبا، والذي ألقى بعض الضوء على حياة الأسد في المنفى، ووصف للصحيفة أنه وُلد في "عائلة سورية نافذة"، وأنه كان ضيفًا دائمًا على منزل عائلة الأسد في طفولته. وبعد بلوغه، خدم ضابطًا رفيع المستوى في الجيش. وقال أيضًا إن الأسد حاول تصفيته بتفجيرات عام 2012، وأن عددًا من حراسه الشخصيين قُتلوا. ثم قرر مغادرة سوريا.
يقضي أوقاته في ألعاب الفيديو
واضاف: "بشار وعائلته يتحركون بحرية في موسكو. يستخدمون حراسًا شخصيين من شركة أمن خاصة، ممولة من الحكومة الروسية. يسكن بشار في ثلاث شقق في برج يقع أسفله مركز تسوق، ويزوره من حين لآخر". كما كشف المصدر نفسه أنه "يقضي ساعات في لعب ألعاب الفيديو عبر الإنترنت"، مشيراً إلى أن ماهر، شقيق الأسد الأصغر، يقيم في فندق فور سيزونز بالمدينة، "ويقضي وقته في شرب الخمر".
رغم السرية التامة التي أحاطت بمخبأ الأسد الخفي، تمكن فريق الصحيفة من اختراق المبنى نفسه، والتقوا بوكيلة عقارات محلية هناك عرّفت عن نفسها باسم مستعار هو ناتاشا. وجاء في التقرير: "يبلغ ارتفاع سقف البهو 20 مترًا، وهو مُشرق ومُزين بلوحات فنية حديثة. توجد أرائك وغرف خاصة ومشروب ترحيبي". وأضاف: "انتظرت في ردهة المدخل. عرّفنا بأنفسنا للبواب، وبعد تفتيش دقيق سُمح لنا بالدخول. بعد ذلك، أرادت ناتاشا أن تُرينا عدة شقق تُشبه في ارتفاعها وتصميمها شقق عائلة الأسد". ووفقًا لها، "يعيش في هذه الأبراج العديد من السياسيين، والعديد من الأجانب".
وفي الطابق السابع والستين، كما وصفوا، تؤدي ممرات مُشرقة ومُكيّفة إلى باب أسود كبير. كُتب فيه: "فتحته ناتاشا ببطاقتها ورمزها. الشقة مفروشة ومُناسبة تمامًا لسكان الشرق الأوسط الذين استمتعوا يومًا بقصور دمشق وأبو ظبي ودبي. خزائن حائط بلون كريمي بإطارات مُذهّبة، وثريات كريستالية، وأخشاب ثمينة، وأرائك واسعة، بالإضافة إلى أسرّة وطاولات جانبية ومرايا مكياج على طراز تشيبنديل، جميعها عصرية."
وفقًا للصحيفة الألمانية، "المطبخ أنيق وعصري، مزود بالعديد من الأجهزة الألمانية الصنع. جميع الغرف مزودة بتلفزيونات ضخمة، ومكبرات صوت مدمجة، ونوافذ ممتدة من الأرض إلى السقف، تُطل على مناظر خلابة لموسكو: ناطحات السحاب، ونهر موسكفا، وخلفه جامعة موسكو الحكومية."
وُصف الحمام بأنه "أبرز ما فيه. كل شيء فيه مصنوع من رخام كارارا. حوض استحمام خزفي ضخم مُدفأ أمام نافذة بارتفاع أربعة أمتار. طائرة تمر على مستوى العين. لا يمكنك الحصول على أكثر من ذلك، حتى في موسكو".
وفي فبراير وفي خطوة غير عادية بشكل خاص، نشر الإبن حافظ مقطع فيديو قصيرًا من موسكو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي - مما دفع المتابعين إلى محاولة معرفة مكانه بالضبط في المدينة.
ويُظهر الفيديو حافظ وهو يتجول في حي راقٍ في موسكو، في أول ظهور له منذ هروبه، ويصف اللحظات التي سبقت ذلك. زعم حافظ: "لم تكن هناك خطة، ولا حتى دعم، لمغادرة دمشق، ناهيك عن سوريا". وبعد أن قتل والده مئات الآلاف من شعبه، قال الأسد الإبن : "على مدى الأربعة عشر عامًا الماضية، مرت سوريا بظروف لا تقل صعوبة عن تلك التي مرت بها في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر الماضي".
إصابة زوجة الأسد بمرض السرطان
وقال أيضًا إنه قبل بدء الأحداث التي أدت إلى الإطاحة بالنظام، وصل إلى موسكو لإكمال رسالة الدكتوراه، بينما كانت والدته أسماء موجودة في العاصمة الروسية آنذاك بعد إجراء عملية زرع نخاع عظم. وأوضح أنه كان من المفترض أن يبقى في المدينة لفترة لاستكمال إجراءات شهادته، ولكن نظرًا لتدهور الوضع في سوريا، عاد إلى دمشق في الأول من ديسمبر ليكون مع والده وشقيقه كريم. وبقيت والدته في موسكو لإكمال علاجها، وبقيت شقيقته زين أسعد معها.
كتب أنه في 7-8 ديسمبر، وهو اليوم الذي أكملت فيه قوات المعارضة سيطرتها على المدن الرئيسية في سوريا ودمشق، كان لا يزال موجودًا في البلاد، بل زعم أنه عندما انتشرت شائعات عن فرار عائلته، التقط صورة لنفسه في حديقة محلية ونشرها. كما زعم أنه لم تكن هناك أي استعدادات أو أي شيء يشير إلى مغادرتهم، حتى جاء "مسؤول روسي" إلى منزلهم وطلب من الرئيس الأسد الانتقال إلى اللاذقية، حيث تقع إحدى القواعد الرئيسية للقوات الروسية في سوريا.
وغادرا إلى مطار دمشق الدولي، ووصلنا حوالي الساعة الثالثة فجرًا. كان المطار خاليًا من الموظفين، بما في ذلك برج المراقبة، كما كتب في المنشور. ثم انتقلا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطوا في مطار حميميم قبل الفجر".
0 تعليق