الأكاديمية العربية تطلق ورشة التوثيق الرقمي للتراث الثقافي العربي - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 انطلاق فعاليات ورشة العمل الوطنية تحت عنوان "التوثيق الرقمي للتراث الثقافي العربي: حماية الماضي لبناء مستقبل" وذلك بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بمقر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الرئيسي في أبي قير بالإسكندرية. ت

أتي الورشة التي تستمر على مدار يومين في إطار الجهود المشتركة الرامية إلى حماية وصون التراث الثقافي العربي وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال، كما شهدت الفعاليات الإعلان عن تدشين المركز الاستشاري للتراث، الذي يعد ثمرة تعاون بنّاء بين جامعة الدول العربية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ليكون منصة إقليمية لتوحيد الجهود والخبرات العربية في مجالات التوثيق الرقمي والحفاظ على الموروث الحضاري.

الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري

وحضر فعاليات الورشة معالي الفريق أحمد خالد حسن محافظ الإسكندرية، وسعادة الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية العربية، وسعادة الأستاذ الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، وسعادة وزير مفوض الدكتور يوسف بدر مشاري مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إلى جانب الدكتور محمد الكحلاوي رئيس المجلس العربي للأثريين العرب، والأستاذ الدكتور مصطفى جبر والأستاذة الدكتورة سالي الديب من قسم الهندسة المعمارية والتصميم البيئي بالأكاديمية، بالإضافة إلى عدد من ممثلي الدول العربية والمنظمات الدولية والخبراء والأكاديميين. كما تضمنت الورشة معرضًا لمشروعات التراث التي تنفذها الأكاديمية في إطار جهودها لدعم قضايا الحفاظ على الهوية الثقافية.

وخلال كلمته، أعرب الفريق أحمد خالد حسن محافظ الإسكندرية عن سعادته بالمشاركة في الورشة التي تنعقد في صرح علمي كبير له مكانته مثل الأكاديمية العربية، مؤكدًا أن موضوع التوثيق الرقمي للتراث الثقافي العربي يمثل أحد أهم القضايا المستقبلية التي تجمع بين حماية الماضي وبناء الغد. 

وأوضح أن الحفاظ على الحضارة لا يتحقق فقط بالعمل الميداني بل بالوعي والقدرة على نقل المعرفة والهوية إلى الأجيال القادمة بأساليب تواكب التطورات التكنولوجية، مشيرًا إلى أن التوثيق الرقمي أصبح استثمارًا في المستقبل يربط الشباب بجذورهم الثقافية ويعزز انتماءهم للأمة. 

كما أكد أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بقضية الهوية الثقافية ضمن رؤية مصر 2030 التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن مشروع المتحف المصري الكبير يعد نموذجًا عالميًا لتكامل الحماية الثقافية مع التنمية المستدامة، خاصة مع اقتراب موعد افتتاحه في نوفمبر 2025.

كما عبر محافظ الإسكندرية عن فخره بتولي مصر رئاسة المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو لأول مرة في تاريخها، معتبرًا ذلك تتويجًا للدور الريادي الذي تلعبه مصر في حماية التراث الإنساني ودعم الحوار بين الحضارات.

 وأشاد بالتعاون المستمر بين المحافظة والأكاديمية العربية ومكتبة الإسكندرية في تنفيذ مبادرات ثقافية وفنية تهدف إلى رفع الوعي التراثي لدى الشباب وتعزيز روح الانتماء. 

وأوضح أن البروتوكول الموقع بين المحافظة والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري يسهم في تنمية القدرات البشرية وإحياء التراث المحلي، مشيرًا إلى مشروع تطوير منطقة محطة الرمل الذي قدمه الدكتور مصطفى جبر والدكتورة سالي الديب كنموذج رائد للتعاون المشترك بين الجهات الثلاث لإعادة إحياء هوية الإسكندرية التاريخية.

ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية أن توثيق التراث العربي يمثل ركيزة أساسية لحماية الهوية الثقافية، موضحًا أن المكتبة تمتلك مركزًا متخصصًا لتوثيق التراث المادي واللامادي يهتم بتوثيق العمارة والحرف والفنون التراثية. 

وأضاف أن المكتبة نجحت في توثيق نصوص مسرحية نادرة بخط يد الفنان علي الكسار، كما أطلقت سلسلة حلقات “عارف” عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعرض التراث العربي بأسلوب حديث وجاذب للأجيال الجديدة، مؤكدًا أن هذا الدور التوثيقي يعزز مكانة مصر كحاضنة للتراث العربي والإفريقي.

وفي كلمته الافتتاحية، رحب سعادة الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية بالحضور، مؤكدًا أن انعقاد الورشة تحت مظلة جامعة الدول العربية يمثل تجسيدًا للمسؤولية المشتركة في حماية التراث الثقافي العربي. 

وأوضح أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري تسهم بخبراتها في دعم الجهود العربية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، من خلال إنشاء قواعد بيانات وتدريب الأجهزة الأمنية والدبلوماسية ودعم جهود استرداد القطع الأثرية المهربة.

 وأعلن عن تدشين المركز الاستشاري للتراث التابع للأكاديمية، الذي سيعمل على أربعة محاور رئيسية تشمل الرقمنة والتوثيق باستخدام تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد، والتنمية المستدامة للمناطق التراثية، والإدارة والتخطيط العمراني للحفاظ على هوية المدن، إضافة إلى مجالات الترميم والإدارة الثقافية والسياحية للمواقع الأثرية.

 وأشار إلى أن المركز سيكون مرجعًا فنيًا واستشاريًا لوزارات الثقافة والآثار في الدول العربية، ومنصة لتوحيد المعايير الفنية والمهنية وتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية مثل اليونسكو والأيكوموس.

كما نقل سعادة الوزير المفوض الدكتور يوسف بدر مشاري تحيات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مؤكدًا أن التوثيق الرقمي يمثل اليوم ركيزة من ركائز الأمن الثقافي العربي، وأن ورشة العمل تأتي انطلاقًا من رؤية استراتيجية تهدف إلى صون الإرث الحضاري العربي كمسؤولية قومية تتطلب تكامل الجهود الإقليمية. 

وأوضح أن الأمانة العامة تسعى من خلال المركز الاستشاري للتراث إلى تأسيس آلية دائمة للتعاون الفني ودعم المشروعات الوطنية في مجالات التوثيق الرقمي، مشيرًا إلى أن الورشة تمثل نقطة انطلاق لعمل مؤسسي طويل المدى يسعى إلى صياغة مشاريع تراثية وطنية وتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة بين الدول العربية، بالإضافة إلى إنشاء شبكة تفاعلية من خبراء التوثيق الرقمي في المنطقة.

وأكد الدكتور محمد الكحلاوي رئيس المجلس العربي للأثريين العرب أن الحفاظ على التراث مسؤولية إنسانية لا تقل أهمية عن حماية البيئة أو التنمية، مشيرًا إلى أن تدشين المركز الاستشاري للتراث يعكس الوعي بأهمية دمج المواقع التاريخية في الحياة الحديثة بما يحافظ على أصالتها ويحقق عائدًا ثقافيًا واقتصاديًا مستدامًا. 

كما عرض الدكتور مصطفى جبر مشروعه الخاص بإحياء منطقة محطة الرمل بالإسكندرية، موضحًا أن هذا الموقع يمثل ذاكرة المدينة التي جمعت بين حضارات متعددة عبر العصور، وأن المشروع يهدف إلى إحياء هذا الإرث التاريخي في صورة معاصرة تحقق التوازن بين الماضي والمستقبل.

وأشارت الأستاذة الدكتورة سالي الديب إلى أن الورشة تعكس اهتمامًا عربيًا متزايدًا بتوظيف التكنولوجيا في خدمة التراث، مؤكدة أن تدشين المركز الاستشاري للتراث يمثل نموذجًا للتكامل الأكاديمي بين تخصصات الهندسة والآثار والذكاء الاصطناعي والفنون والإدارة والإعلام. 

وأوضحت أن المركز يسعى ليكون بيت خبرة عربيًا رائدًا يعمل على إعادة توظيف المباني التراثية وفق أسس الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، مع الحفاظ على الأصالة والهوية الثقافية للأجيال القادمة.

وتختتم فعاليات الورشة أعمالها يوم الثلاثاء 14 أكتوبر بمناقشة التوصيات النهائية وخارطة الطريق المستقبلية للمركز الاستشاري للتراث، الذي من المنتظر أن يلعب دورًا محوريًا في قيادة الجهود العربية نحو حماية التراث الثقافي وتعزيزه في عصر الرقمنة، بما يتماشى مع رؤية جامعة الدول العربية والأكاديمية العربية في بناء مستقبل يستمد قوته من ماضيه العريق.
 

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق