كثير من القيل والقال يروج حاليا في صفوف جمهور الإنتاجات الفنية الأمازيغية بخصوص ما يمكن أن يكون من نصيبهم كمسلسلات أو أفلام تلفزيونية خلال شهر رمضان المقبل، الذي يحل بعد حوالي 3 أشهر فقط ويعتبر بمثابة مرآة عاكسة لمجهودات الفاعلين في هذا المجال وكاشفا لأي تطور يتم تحقيقه.
وعلى الرغم من عدم ورود معطيات في هذا الخصوص بشكل رسمي، خصوصا في ما يتعلق بإمكانية تسجيل جزء خامس من مسلسل “بابا علي”، الذي كان، وفق كثيرين، ناجحا بلغة الأرقام، بغض النظر عن ملاحظات بخصوص فكرته والسيناريو الخاص به، إلا أن جمهور القناة الثامنة يعوّل على استمرارية “الصحوة”، وهو ما يطرح حاليا تساؤلات حول مدى قدرة الرحم الفني الأمازيغي على إنجاب مولود فني جديد ينافس الأعمال التلفزيونية التي تبث بالدارجة.
في هذا الصدد، قال محمد الداغور، منتج فني، إنه “من المهم جدا أن نشير إلى أن الثقافة الأمازيغية والقصص والديكورات التي توفرها يمكنها دائما أن تعطينا أعمالا تلفزيونية في المستوى إن تم استغلالها بشكل جيد؛ فهذه الأعمال في نهاية المطاف تكون موجهة لعموم المغاربة، سواء كانوا ناطقين بالأمازيغية أم لا”.
وسجّل الداغور، في تصريح لهسبريس، أن “المجهود الذي تم القيام به في مجموعة من الأعمال مؤخرا من المهم جدا أن نشير إليه، سواء كانت ذات صبغة درامية أو تاريخية، غير أنه من المهم كذلك أن يتم تحقيق تراكم في القصص التلفزيونية”، موضحا: “سواء تعلق الأمر بمسلسل بابا علي أو مسلسلات أخرى، فإنها تشجع على العمل المتواصل والاستمرارية”.
وزاد: “المطلوب اليوم هو تمويل مثل هذا النوع من الأعمال التي تجذب الجمهور، إذ إنها تستوجب أساسا وجود مجهود مادي وتقني كبير”، معتبرا أن “الأساسي هو ألا يكون همنا هو توفير الإنتاج الفني لرمضان المقبل فقط، بل أن نفكر في الإنتاج للمستقبل ككل، شريطة أن يتم توفير أغلفة زمنية وتمويلات كافية للإنتاج”.
أما ابراهيم الشكيري، منتج ومخرج فني، فاعتبر من جهته أن”المجال الفني الأمازيغي كان ولا يزال تربة خصبة للإبداع، إذ سبق أن عشنا تفاصيل إنتاجات مهمة، خصوصا في السينما، ما تزال خالدة إلى اليوم”، مؤكدا أن مسلسل “بابا علي” على سبيل المثال، “كان متميزا، سواء من ناحية تحقيقه للّمة العائلية أو توفره على أفراد خبروا مجال التمثيل”.
وأضاف الشكيري، في تصريح لهسبريس، أن “الأعمال الأمازيغية على العموم تتميز أساسا بالجودة، خصوصا من ناحية السيناريو الذي يكون متميزا بالصياغة الجيدة، وهو ما يوفر دائما فرص إنتاج أفلام ومسلسلات جديدة”.
وذكر المنتج والمخرج المغربي أن “ذلك يكون مرتبطا أساسا بثقة منصات البث، خصوصا التلفزيون، في هذه الأعمال ومنحها الفرصة، فضلا عن توفير تمويلات هامة لفائدة المشاريع في هذا الصدد بالتساوي مع الأصناف الأخرى، على أن يكون ذلك بمثابة تمييز إيجابي لها يساهم في إنتاج أعمال يمكنها أن تحقق أرقاما محترمة مجددا”، مؤكدا في الأخير أن “توفير التميز مجددا وارد وممكن”.
0 تعليق