علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر خاصة، أن الشركات الفاعلة في مجال مناطيد الترفيه بمدينة مراكش وضواحيها تترقب بفارغ الصبر الاجتماع المرتقب مع مسؤولي وزارة النقل واللوجستيك، الأسبوع المقبل، لمناقشة وبحث موضوع تنظيم القطاع والنشاط الذي يعرفه في التزام تام بالحفاظ على سلامة وأمن الطيران المدني.
وتتجه أنظار الفاعلين في القطاع صوب هذا الاجتماع بعد أشهر من التوقيفات والعقوبات التي طالت عددا من الشركات التي تورطت في مخالفات خطيرة هددت سلامة الطيران المدني بخصوص الرحلات الجوية القادمة إلى مطار مراكش المنارة، إذ يتوقع أن تجري مناقشة دفتر تحملات جديد.
ووفق المعطيات المتوفرة للجريدة فإن الشركات التي طالتها العقوبات تسعى إلى إيجاد حل سريع لورطتها بهدف استئناف نشاطها في أسرع وقت ممكن، خاصة بعد العقوبات الصارمة التي طالت بعضها وتنوعت بين التوقيف النهائي والتوقيف المؤقت، بالإضافة إلى الإحالة على النيابة العامة.
ويتوقع أن يضع مسؤولو وزارة النقل النقاط على الحروف بخصوص نشاط الشركات المذكورة والمخاطر التي يمكن أن يشكلها نشاطها في المجال الجوي القريب من المدينة الحمراء، التي تمثل قبلة يومية لعدد من السياح القادمين في رحلات من مختلف الوجهات عبر العالم.
وكانت التحقيقات التي أجريت ماي الماضي وقفت على تورط الشركات المذكورة في خروقات خطيرة، من بينها التوفر على مناطيد غير مرخصة، وعدم احترام العلو المسموح به في دفتر التحملات، بما يضمن سلامة الملاحة الجوية في سماء مراكش التي تعرف نشاطا مطردا.
وكانت وزارة النقل واللوجستيك من خلال مديرية الطيران المدني أعلنت إبان تفجر القضية عزمها على ضبط وتنظيم نشاط المناطيد ضواحي مراكش بشكل أكثر صرامة وانضباطا. وأكدت مصادر هسبريس آنذاك أن الوزير الوصي على القطاع، عبد الصمد قيوح، وجه تعليمات حازمة في الموضوع بعدم التساهل فيه بأي شكل من الأشكال.
كما أكدت المصادر ذاتها أن تنزيل دفتر تحملات محكم والتقيد الصارم به بخصوص تنظيم هذا النشاط، من قبل وزارة النقل واللوجستيك، سيتم بتنسيق مع ولاية جهة مراكش-آسفي والدرك الملكي، وذلك بهدف منع أي تجاوزات في المستقبل.
وكانت هسبريس سباقة لنشر موضوع تورط شركات المناطيد في مراكش في هذه المخالفات، بناء على شكاية تقدم بها ربان إحدى الرحلات الجوية القادمة إلى عاصمة النخيل، إذ لاحظ أن المناطيد ضواحي المدينة بمنطقة الرحامنة تحلق على مستوى عالٍ يهدد سلامة الطائرات المتجهة إلى مطار المدينة الحمراء، الأمر الذي استدعى فتح تحقيق في الموضوع.
يذكر أن ركوب المناطيد الترفيهية ضواحي مراكش يعرف إقبالا مهما من طرف السياح المغاربة والأجانب في السنوات الأخيرة، حيث تعج المواقع المتخصصة في السفر والسياحة العالمية بالعروض التي تروج لها بأسعار تصل إلى 180 أورو للشخص الواحد، الأمر الذي يعكس إقبال العديد من الفاعلين على الاستثمار فيها.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من حجز المغرب مقعدا له في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي بمونتريال الكندية، حيث قدم ورقة أمام الجمعية العمومية للمنظمة حث فيها على ضرورة معالجة المخاطر المرتبطة بالنمو السريع في نقل الركاب بمناطيد الهواء الساخن، معتبرا أن قطاع نقل الركاب بالمناطيد الهوائية يعرف توسعاً متسارعاً في جميع أنحاء العالم، ولاسميا في المناطق السياحية.
كما اعتبر المغرب أن التوسع الحاصل في مجال نقل الركاب بالمناطيد ترافق مع وقوع عدد من الحوادث في السنوات الأخيرة، بسبب الحساسية العالية لهذه الوسيلة الجوية ومحدودية قدرتها على المناورة وضعف الدفع، وهي الأمور التي يرتقب أن تكون موضوع نقاش في الاجتماع المرتقب مع أرباب الشركات المذكورة.
0 تعليق