المغرب يجدد الدعم للمبادرات الأممية من أجل غذاء صحي ومستدام للجميع - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بمناسبة الاحتفاء بـ”يوم الأغذية العالمي” ثمّن أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، “التعاون المثمر القائم بين المملكة المغربية ومنظمة الفاو”، مقدّراً جهود مكتبها بالمغرب لـ”التزامه الدائم بمواكبة بلادنا في تنفيذ برامج التنمية الفلاحية والقروية المختلفة”.

وجدّد البواري، خلال حفل رسمي بحضور ممثل “الفاو” بالمغرب ألكسندر أنه تاي هوينه، وسفراء وممثلي منظمات دولية ورؤساء فيدراليات بيْمهنية فلاحية والغرف الفلاحية، “دعمَ المملكة المغربية، بشكل كامل، المبادرات الدولية الرامية إلى تحويل النظم الغذائية وتعزيز قدرة الزراعة على الصمود أمام التغير المناخي”.

وقال المسؤول الحكومي، في افتتاح فعالية احتفالية رسمية بـ”يوم الأغذية العالمي”، الذي يتزامن هذا العام مع الذكرى الثمانين لتأسيس منظمة “الفاو”، نظمت اليوم الإثنين بالرباط، إن شعار هذه السنة: «يدًا بيد من أجل غذاء ومستقبل أفضل» يمثل “دعوة إلى التضامن العالمي والعمل الجماعي لبناء مستقبل مزدهر، ويكتسي أهمية خاصة في سياق يتسم بتأثيرات التغير المناخي التي تهدد الأمن الغذائي العالمي”، مبرزا أنها “تضعُنا جميعاً أمام مسؤولية مشتركة”.

ولفت وزير الفلاحة إلى أن هذا السياق “يُلزمنا، جماعياً، بإحداث تحوّل عميق في نُظُمنا الغذائية قصد تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولاسيما تلك المتعلقة بمحاربة الفقر وتقليص الفوارق والقضاء على الجوع وسوء التغذية”، مبرزا أن “هذا التحول لم يعد خياراً، بل ضرورة ملحة من أجل بناء نظم غذائية عادلة، ومستدامة، وشاملة، قادرة على تحسين المداخيل وضمان الولوج إلى غذاء صحي وكافٍ ومُغَذ، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية”.

وباعتزاز كبير استحضر البواري “تكريم المملكة المغربية من طرف منظمة الفاو، قبل أيام قليلة في روما، نظيرَ نموذجها الرائد في حكامة تدبير المياه الفلاحية، خلال الاحتفالية العالمية للاعتراف التقني المنعقدة في إطار ‘حوار روما حول المياه 2025′”، مسجلا أن “هذا التتويج هو ثمرة الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس الذي جعل من القطاع الفلاحي رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، قطاعاً حديثاً، تنافسياً وشاملاً، يمنح الأمن الغذائي مكانة إستراتيجية ضمن السياسات العمومية”.

وأضاف الوزير: “تعمل المملكة على تنفيذ إستراتيجية ‘الجيل الأخضر 2020-2030’، التي تُعزز مكتسبات مخطط المغرب الأخضر وتفتح مرحلة جديدة من التنمية الفلاحية”، مذكرا بأبرز أهدافها: “تنمية الرأسمال البشري، وتطوير سلاسل الإنتاج، وتعزيز قدرة الزراعة على الصمود والنجاعة البيئية في مواجهة آثار التغير المناخي”.

وفي صميم هذه الإستراتيجية يورد المتحدث أن “التحكم في مياه الرّي وترشيدها وتثمينها مِن الأولويات الإستراتيجية لضمان التنمية الفلاحية والأمن الغذائي الوطني”، خاتما: “شعار الاحتفاء بهذا اليوم الأممي هذا العام هو تحدٍّ جماعي ينبغي علينا جميعاً رفعه وكسب رهانه معاً، يداً بيد؛ بما يستوجب تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والمعارف لخدمة زراعة مستدامة وشاملة. وسنواصل الدفاع عن مبادرات الأمم المتحدة القائمة على الشراكة والتعاون والتضامن، من أجل تعزيز الأمن الغذائي العالمي”.

دعوة إلى العمل الجماعي

من جانبه وجّه ممثل منظمة “الفاو” بالمغرب، ألكسندر أنه تاي هوينه، دعوةً صريحة أمام مختلف الحاضرين إلى “القضاء على الجوع وسوء التغذية وتعزيز الأمن الغذائي”، وأضاف أن هذه النسخة من اليوم الأممي بتزامنها مع الذكرى الثمانين لتأسيس “الفاو” تشكل “دعوة إلى العمل الجماعي (…)”، مشددا على “ضرورة بناء أنظمة غذائية مستدامة وشاملة وقادرة على الصمود، من خلال التوفيق بين المعارف التقليدية والابتكار”، ومنوّها بالمغرب لكونه “من البلدان الرائدة في هذا المجال، بفضل رؤية وزارة الفلاحة وبرامجها المهيكلة التي تواكب هذا التحول من خلال خطة عمل واضحة، ومشاريع عملية، وشراكات فاعلة، بدعم من الفاو”.

وفي تصريح لوسائل الإعلام عقب الجلسة الافتتاحية أكد ممثل “الفاو” بالمغرب أن يوم الأغذية العالمي “يشكل إحدى أهم المحطات في أجندة الأمم المتحدة، بالنظر إلى طابعه الأشمل وتقاطعه مع مختلف القطاعات المرتبطة بالأنظمة الغذائية”، وأوضح أن “الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية والمناخية الأخيرة أبرزت هشاشة الأنظمة الغذائية العالمية، ما يجعل من الضروري تسريع التحول نحو نظم غذائية أكثر استدامة وشمولاً، قادرة على الصمود أمام التغيرات المناخية وضمان الأمن الغذائي للجميع”.

وختم المتحدث ذاته بالتأكيد على أن “التجربة المغربية تمثل نموذجاً يحتذى به في المنطقة، لما حققته من تقدم ملموس في بناء أنظمة غذائية مستدامة وأكثر إنصافاً لفائدة الشباب والنساء، في انسجام تام مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة”.

جدير بالذكر أن ندوة علمية عُقدت ضمن الفعاليات ذاتها في علاقة بموضوع النسخة، بمشاركة شركاء تقنيين وماليين وطنيين ودوليين، ومهنيين، ومؤسسات عمومية، ومؤسسات للبحث والتكوين، إضافة إلى المصالح المركزية والجهوية والمؤسسات المنضوية تحت وصاية الوزارة. وقد تمحورت النقاشات حول “السياسات العمومية المنخرطة في تعزيز الأمن الغذائي، في انسجام تام مع إستراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030”.

ومكّن النقاش من بحث “الرهانات المتعلقة بالتدبير المستدام والفعال للموارد الطبيعية، وتطوير أنظمة إنتاج قادرة على الصمود أمام المخاطر المناخية، والابتكار وتثمين المعارف المحلية، فضلا عن الإدماج الاجتماعي والإنصاف في الوصول إلى غذاء صحي وكاف ومُغذ”.

وبحسب وزارة الفلاحة فالتوصيات المنبثقة عن هذه الندوة ستسهم في “إثراء دينامية إستراتيجية الجيل الأخضر، من أجل تسريع الانتقال نحو نموذج فلاحي وقروي مستدام وقادر على الصمود ومُنتج للقيمة”، مؤكدة أن “الاحتفال بهذا اليوم يكرس التزام المغرب، بشراكة مع ‘الفاو’ وجميع الفاعلين، بضمان حصول الجميع على الغذاء بشكل عادل ومستدام”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق