كشفت منظمة الأغذية والزراعة العالمية “فاو” عن معطيات مطمئنة بشأن منسوب وجود الجراد الصحراوي بالمغرب، حيث أوضحت أنه “خلال شهر نونبر من السنة الجارية لم يتم الإبلاغ عن وجوده بالبلاد”.
وتأتي الإشارة الرسمية إلى عدم وجود الجراد الصحراوي بالمغرب في شهر نونبر الماضي، في وقت شهدت مجموعة من الدول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الصحراء الكبرى كذلك انتشارا متباينا لهذا النوع من الحشرات؛ وهو ما تطلب، وفقها، “وجود عمليات من أجل مكافحته بهذه الدول”.
وأظهرت النتائج، التي أوردها تقرير “الفاو” في إطار ما يسمى بـ”نشرة الجراد الصحراوي”، انتشار الجراد بشكل نسبي بالدول المحيطة بالمغرب خلال شهر نونبر الماضي، بما فيها موريتانيا والجزائر، إلى جانب الدول الأخرى الواقعة بالصحراء الكبرى.
وأوضحت المنظمة الأممية، التي يقع مقرها في روما بإيطاليا، أنه “بخصوص الحالة الموريتانية، تم رصد أعداد معزولة من الجراد في مختلف أطواره، بما في ذلك البالغ وغير الناضج، في المناطق الغربية والوسطى للبلاد”.
كما أشارت “نشرة الجراد الصحراوي” إلى أنه، خلال الفترات المقبلة أي إلى جانب منتصف شهر يناير المقبل، “يُتوقع أن تبقى أعداد قليلة من هذه الحشرات في الشمال الغربي للبلاد، على أن تكون المجموعات الصغيرة التي ستوجد هناك مستلزمة وجود مكافحة وقائية لها”.
وأضافت الوثيقة ذاتها أنه “تم خلال شهر نونبر بالجزائر رصد أسراب بالغة منفردة وناضجة في جنوب الصحراء الكبرى، بالقرب من تمنراست وعين قزام والحدود مع النيجر؛ بينما لم يتم رصدها في منطقة أدرار”، موضحة أنه “وفق التنبؤات المناخية، يُتوقع بقاء أعداد الجراد في أقصى الجنوب، مع احتمال انتقالها شمالا من النيجر ومال؛، ما قد يستدعي إجراءات مكافحة وقائية”.
وفي سياق متصل، أشارت البيانات التي وفرتها المنظمة الأممية ذاتها إلى أنه “تم خلال شهر نونبر بالنيجر رصد مجموعات منعزلة من الجراد، إضافة إلى مجموعات من الجراد البالغ والناضج في جنوب وشرق منطقة جبال تيميا، عقب تكاثرها خلال شهر أكتوبر وأوائل نونبر”.
كما ذكرت أن “عمليات مكافحة الجراد ارتفعت خلال شهر نونبر الماضي في المناطق التي شملتها هذه البيانات، حيث تمت معالجة حوالي 4 آلاف و162 هكتارا، مقارنة بحوالي 75 هكتارا فقط في شهر أكتوبر السابق. وتوزعت هذه الجهود على دول مثل مصر (70 هكتارا)، وإريتريا (200 هكتار)، والمملكة العربية السعودية (108 هكتارات)، والسودان (3784 هكتارا).
إلى جانب المغرب، لم تسجل بعض دول شمال إفريقيا حالات تكاثرٍ للجراد الصحراوي خلال شهر نونبر الماضي؛ مثل تونس وليبيا، حيث أكدت النتائج استقرار حالتهما، مع توقعاتها بـ”عدم حدوث تطورات كبيرة في هذا الصدد حتى منتصف يناير 2025”.
وأفادت “الفاو” بأن شهر نونبر الماضي “لم يشهد هطول أمطار في شمال منطقة الساحل وغرب إفريقيا والصحراء الكبرى، باستثناء بضعة أيام شهدت أمطارا خفيفة، خاصة في شمال وشمال غرب موريتانيا، مع أمطار معتدلة في جنوب جبال الأطلس”.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب يتوفر على “المركز الوطني لمكافحة الجراد”، الواقع في مدينة إنزكان، والذي يختص بمتابعة أي مستجدات حول هذه الظاهرة والتدخل عند الحاجة، كما حدث سنة 2023 بمنطقة طاطا التي شهدت آنذاك هجوما للجراد على المحاصيل الزراعية للفلاحين بحوض وادي درعة.