قال أبو محمد الجولاني، زعيم تحالف فصائل المعارضة السورية، إن “التحديات المقبلة في سوريا بعد نظام بشار الأسد تتمثل في تحدي البناء، وتحدي الاستقرار السياسي، وتحدي الاستقرار الأمني بالمنطقة، وأن يكون هناك مخطط إستراتيجي لإعاده بناء البلاد بطريقة صحيحة وسليمة”.
وبخصوص التخوف من التعامل المستقبلي مع المناطق التي تضم أقليات قال الجولاني: “هناك فعلا أقليات، لكنهم آمنون، وقد تعرضوا في إدلب لاعتداءات من طرف بعض الأشخاص في حالات الفوضى، لكن قمنا بإنصافهم وإعادة أملاكهم ليأخذوا دورهم بشكل صحيح. أما في حلب ولا مسيحي واحد خرج منها، يعني أنهم كانوا آمنين في أماكنهم وفي كنائسهم وفي بيوتهم”.
وأكد المتحدث ذاته، في لقاء مع قناة CNN بالعربية، أن “حالة الواقعية تقتضي ألا يلغي أي طرف الآخر”، وزاد: “هذه الطوائف عاشت مئات السنين في هذه البلاد ولا يحق لأحد أن يلغيها، وهناك قانون يحمي الجميع ويحفظ حقوق الجميع”.
وعن مستقبل البلاد قال زعيم المعارضة السورية إن “سوريا ستدخل في الأيام القادمة عهدا جديدا”، مردفا: “سيكتب من اليوم تاريخ جديد، ليس فقط لسوريا، بل للمنطقة بأكملها، يكون على أساس احترام المصالح المتبادلة، وتكون مصالح سوريا هي الأولى وفوق الجميع”.
وتابع الجولاني: “إن أكثر ما سرني في هذه المعركة رؤية الناس يعودون إلى منازلهم، لأن أزمة النزوح واللجوء وعقوبة أن يهجّر الناس من منازلهم عقوبة قاسية جدا”، مضيفا: “من الناحية العسكرية ما بعد حماه بالتأكيد ليس كما قبلها”.
وذكّر المتحدث بأن “هناك تقريبا مليون ونصف المليون نسمة يعيشون في المخيمات، فيما سيتم تسجيل صفر مخيم بعد تأهيل المناطق التي حُررت، لأن الناس سيرجعون إلى بيوتهم، واللاجئون في تركيا ولبنان والأردن وفي أوروبا سيعودون إلى بلدهم بنسبة كبيرة جدا”.
وأشار زعيم تحالف فصائل المعارضة السورية إلى أن “اللاجئين تعلّموا وأتيحت لهم فرصة أن يكونوا في جامعات مرموقة، وبالتالي أصبحت هناك موارد بشرية، ومن الضروري أن تستفيد البلاد من كل هذا النسيج المتكامل، حتى يُعاد بناء سوريا بطريقة صحيحة وسليمة”.
ونبّه أبو محمد الجولاني إلى أن “أي شخص حين تُحرَّرُ منطقته وبلدته وقريته ومدينته سيكون أول المشاركين في البناء، وبالتأكيد سيتنازل عن أي خلاف وعن أي ارتباط وعن أي مشكلة، لأن المصالح الضيقة لا تنفع في شيء أمام هذا الإنجاز الكبير”.