ارتفع منسوب التذمر لدى عشرات من الشباب المغاربة من التأخر الحاصل في إصدار تأشيرات العمل بالبرتغال وبقاء مصير طلباتهم قيد المجهول رغم مرور ما يفوق السنة على تقدم بعضهم بها؛ ما جعلهم يرون أن الخيار الوحيد للحصول على توضيح من السفارة البرتغالية بالمغرب في هذا الشأن هو تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقرها بالرباط، الاثنين المقبل.
وقال هؤلاء الشباب إنهم حصلوا على وعود عمل مكتوبة من قبل مشغلين برتغاليين، مستوفين لكل المعايير القانونية الضرورية؛ غير أنهم يواجهون “تماطلا” في الرد عن طلبتاهم بالإيجاب أو السلب، “يعطّل التحاقهم بعملهم في دولة البرتغال، بل حتى تحركاتهم للسفر أو البحث عن فرص عمل أخرى، خصوصا أن جواز السفر يبقى بدوره عالقا لدى السفارة”.
وعلى الرغم من أن مشغلين برتغاليين كثرا يحاولون بدورهم التواصل مع سفارة بلدهم بالمملكة لمعرفة دواعي “التأخر”، فإنهم لا يتلقون أجوبة من طرفها عن رسائل البريد الإلكتروني، وحتى من قصد منهم مقرها لم يعد بجواب واضح في هذا الشأن.
وقال نبيل، تقني كهربائي من مدينة القنيطرة، إنه تلقى وعد عمل من مشغل برتغالي؛ فجمع كل الوثائق والأوراق المطلوبة وتقدم بها إلى سلطات منح التأشيرة بالبرتغال، منذ يونيو 2024، غير أنه لم يتلق أي رد حتى الآن.
وأضاف نبيل، في تصريح لجريدة هسبريس: “الأجل القانوني للرد هو ثلاثة أشهر، أربعة على أقصى تقدير، وقد فات؛ غير أنه ما زلنا ننتظر ردا على طلبنا سواء بالإيجاب أو السلب، فهو حق خاص بنا”، مشيرا إلى أنه “مع كل أسبوع ينتظره المعنيون تزداد معاناتهم النفسية ويحرمون من فرص عمل أخرى يصادفونها وحتى القدرة على السفر، نظرا لأن جوازات سفرهم مازالت عالقة”.
وأرسل المتحدث عينه مرارا وتكرارا رسائل عبر البريد الإلكتروني إلى السفارة من أجل معرفة مآل طلبه، إلا أنها “لم ترد عن هذه الرسائل”، وفقه، مردفا أن “المشغلين بدورهم يتصلون بها إلا أنه لا يتم الرد عليهم”.
بدوره، ينتظر محمد، وهو شاب من مدينة خنيفرة، حصل على وعد عمل في مجال الجزارة من قبل مشغل برتغالي، ردا على طلب تأشيرة العمل الذي تقدم به منذ شهر يوليوز الماضي، قائلا: “إلى حد الآن، لا نعلم مصير طلبنا، وما عارفين راسنا من رجلينا”، بتعبيره، مضيفا أن “كافة المتضررين يتصلون بالسفارة بصفة دورية، ونمنحهم (الموظفين) رقم الملف، فيردون بالإجابة نفسها: قيد المعالجة، رغم أن القانون يضع ثلاثة أشهر كسقف للإجابة”.
وتابع المتحدث لهسبريس: “هذا التأخر غير مبرر؛ فلقد قدمت لهم جميع الوثائق الخاصة بي غير منقوصة، من الدبلوم وشواهد العمل والتصريح بالضمان الاجتماعي، عدا أنني لم أشترِ العقد”، مشيرا إلى أن ما يطلبه هو “التسريع في الرد، سواء كان إيجابيا أو سلبيا”.
وسجّل أن “بعض المتضررين ينتظرون منذ أكثر من سنة، ومنهم من جاء مشغلوهم رفقة المحامين إلى السفارة من أجل الاستفسار عن سبب هذا التأخر في الرد، وطلب تسريعه؛ إلا أنه لم يتم التوصل إلى أي حل لفائدتهم”، مضيفا: “حينما لاحظت هذا الأمر طلبت من مشغلي عدم تضييع الوقت وتكبد عناء السفر للمجيء بدوره إلى السفارة”.
أما حاجي، وهو شاب من مدينة الدار البيضاء يشتغل في مجال البناء، فقد أكد أن “ترك جوازات سفر ما لا يقل عن 160 مغربيا عالقة قد أربك بشكل كبير خططهم للسفر، وبعضهم تأتيه فرص عمل أخرى؛ فيضطر إلى التخلي عنها”، مضيفا أن “هذا “المشكل يجب أن يتم إيجاد حل له، ومن لديه الحق في الحصول على هذه التأشيرة يجب أن تمنح له”.
وشدد حاجي، الذي حصل على عقد عمل من مشغل برتغالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن المعنيين “قدموا جميع الوثائق المطلوبة صحيحة؛ وحتى الشركات التي يريدون الاشتغال معها جميعها موثوقة ولديها وضعية قانونية سليمة بالبرتغال”.
ولفت المنتظر للرد على طلبه التأشيرة منذ غشت الماضي إلى أن “المشغلين دخلوا على الخط ويبعثون رسائل عديدة عبر البريد الإلكتروني للسفارة ويتصلون بها دائما؛ إلا أنهم لا يتلقون بدورهم ردا مثلهم مثل المتضررين”.