يقام عزاء المخرج والمؤرخ المسرحي الراحل عمرو دوارة مساء السبت بمسجد عمر مكرم في القاهرة، وسط حضور واسع من رموز الوسط الفني والثقافي، الذين حرصوا على وداع واحد من أبرز حراس ذاكرة المسرح المصري.
عزاء المخرج المسرحى عمرو دوارة
ومن المتوقع أن يمتلئ المكان بالأجواء المفعمة بالحزن والامتنان، إذ يجمع الفنانون والنقاد والتلاميذ ممن تتلمذوا على يديه لتقديم واجب العزاء لأسرة الراحل الذي رحل صباح الخميس بعد رحلة طويلة مع العطاء الفني والفكري.

يشهد عزاء المخرج المسرحى عمرو دوارة الذي يرصد تفاصيله موقع تحيا مصر حضور عدد كبير من المسرحيين والقيادات الثقافية، من بينهم المخرج خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، والفنان فتوح أحمد، والناقدة عبلة الرويني، وعدد من المخرجين الشباب الذين تأثروا بفكر دوارة وإسهاماته النقدية، وتبادل الحاضرون الأحاديث حول تأثيره الكبير في الساحة المسرحية ودوره في توثيق تاريخ الفن المصري عبر مؤلفاته التي تجاوزت عشرات الكتب والمراجع والدراسات.
جنازة عمرو دوارة
كانت صلاة جنازة عمرو دوارة قد أُقيمت ظهر الخميس في مسجد الأخشيد بمنيل الروضة، بحضور عائلته وعدد من محبيه، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى بمقابر الأسرة في الإسكندرية. وحرصت وزارة الثقافة المصرية على نعي الراحل ببيان رسمي، أكدت فيه أن المشهد الثقافي فقد قامة فكرية كبيرة قدمت عمرها لخدمة المسرح المصري تأريخًا وتوثيقًا، ووصفت دوارة بأنه «ذاكرة المسرح» الذي عمل بإخلاص لتسجيل ملامح الحركة المسرحية المصرية عبر أكثر من نصف قرن.
المخرج خالد جلال نعى الراحل بكلمات مؤثرة، مؤكدًا أن الوسط الفني فقد أحد أهم المؤرخين الذين حفظوا التراث المسرحي للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن عمرو دوارة لم يكن مجرد ناقد أو مخرج، بل باحث متفانٍ عمل على توثيق كل ما يتعلق بالمسرح المصري والعربي بحب وشغف نادرين. وأكد أن الأجيال الجديدة ستظل مدينة له بما تركه من كتب ومراجع تُعد أساسًا لكل دارس أو مهتم بتاريخ المسرح.
إنجازات عمرو دوارة
يُذكر أن عمرو دوارة بدأ مسيرته الفنية في سبعينيات القرن الماضي، وعُرف كمخرج وناقد مسرحي له بصمات واضحة في الصحافة الثقافية والبحث الأكاديمي. أسس عددًا من المهرجانات المسرحية وشارك في لجان التحكيم بعدد من الفعاليات المحلية والدولية، كما ألّف عشرات الكتب التي تناولت تاريخ المسرح المصري ورواده وأعمالهم، ليصبح مرجعًا رئيسيًا للباحثين والنقاد.
رحيل عمرو دوارة ترك أثرًا بالغًا في نفوس محبيه وتلاميذه، الذين أجمعوا على أنه كان مثالًا للمثقف الحقيقي الذي جمع بين الإبداع والبحث، وبين الموهبة والدأب في حفظ الذاكرة الفنية، ومع وداعه، خسر المسرح المصري أحد أبرز مؤرّخيه، لكن إرثه الكبير من الكتب والدراسات والمقالات سيظل شاهدًا على بصمته التي لا تُمحى في تاريخ الفن المصري.
0 تعليق