أفغانستان تتهم باكستان بشن غارات جوية على أراضيها

اتهمت حكومة طالبان الأفغانية، اليوم الجمعة، باكستان بتنفيذ غارات جوية على أراضيها، محذرة من عواقب هذه الهجمات في الوقت الذي أكدت فيه إسلام آباد أنها تتخذ كافة الإجراءات الضرورية ضد المسلحين.

وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن 11 جنديًا باكستانيًا قتلوا الجمعة خلال اشتباكات مع مسلحين إسلاميين في منطقة تيراه القريبة من الحدود الأفغانية، وفقًا لرويترز.

وتقول باكستان إن مسلحي حركة طالبان الباكستانية ينشطون من داخل أفغانستان، وهو ما نفته كابول.

واتهمت إدارة طالبان باكستان بتنفيذ الغارات الجوية في العاصمة كابول مساء الخميس وفي ولاية باكتيكا بشرق البلاد حوالي منتصف الليل، واعتبرت وزارة الدفاع الأفغانية هذا العمل غير مسبوق وعنيف واستفزازي في تاريخ أفغانستان وباكستان، محذرة من أن العواقب ستكون من مسؤولية الجيش الباكستاني إذا تصاعد الوضع بعد هذه الأعمال. 

وأكدت حركة طالبان أنه لم تقع أي إصابات جراء الغارات.

وأوضح مسؤول أمني باكستاني أن السيارة التي كان يستقلها زعيم حركة طالبان الباكستانية نور والي محسود استهدفت في الغارة الجوية على كابول، دون أن يتضح ما إذا كان قد نجا، فيما رفضت وزارة الدفاع الأفغانية الرد على الاستفسارات بشأن محسود، مشيرة إلى بيانها الرسمي الذي لم يذكره.

من جانبها، أكدت باكستان أن صبرها على كابول بدأ ينفد، دون أن تعترف أو تنفي تنفيذ الغارات الجوية، وقال الفريق أحمد شريف شودري، المتحدث باسم الجيش الباكستاني، خلال مؤتمر صحفي: "لحماية حياة شعب باكستان، فإننا نفعل وسنواصل القيام بكل ما هو ضروري، ومطلبنا لأفغانستان: لا يجوز استخدام أراضيكم للإرهاب ضد باكستان".

وتقاتل حركة طالبان الباكستانية للإطاحة بحكومة إسلام آباد واستبدالها بنظام حكم صارم يقوده الإسلاميون، وكانت لها علاقة وثيقة بحركة طالبان الأفغانية، مما ألهم إنشاء حركة طالبان الباكستانية.

وتتهم باكستان الهند، خصمها الإقليمي، بدعم الحركة عبر أفغانستان، بينما تنفي الهند هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "لا أساس لها من الصحة".

وجاءت الغارات الجوية بالتزامن مع زيارة نادرة لزعيم طالبان الأفغانية، وزير الخارجية أمير خان متقي، إلى الهند، وأسفرت الزيارة عن إعلان الهند يوم الجمعة أنها ستعمل على تحسين العلاقات مع إدارة طالبان من خلال إعادة فتح سفارتها في كابول، المغلقة منذ استيلاء طالبان على السلطة في 2021، ما منح الجماعة دفعة دبلوماسية مهمة في المنطقة.

وقالت الحكومة الأفغانية إن الغارات جاءت في توقيت حساس، حيث تشهد المنطقة الحدودية بين البلدين توتراً متزايداً بسبب نشاط مسلحي طالبان الباكستانية من الأراضي الأفغانية، مما يضع كابول في مواجهة مطالب باكستانية متزايدة لمكافحة الإرهاب على أراضيها.

من جانبها، حذرت إسلام آباد من أن أي استخدام للأراضي الأفغانية ضد باكستان سيؤدي إلى اتخاذ إجراءات ضرورية، مؤكدة أن الغارات الجوية والإجراءات الأمنية الأخرى جزء من جهودها لحماية حدودها وشعبها من هجمات التنظيمات المسلحة.