لاتزال ساكنة إقليم طاطا، تعاني الهشاشة التي اشتدت وطأتها مع الفيضانات الأخيرة، حيث ارتفعت العديد من الأصوات الداعية لتدخل الحكومة لرفع التهميش الذي تعانيه المنطقة من عقود، وعجزت معه عمالة الإقليم والمنتخبين من رفع السكان من حالة الهشاشة المستحكمة في ساكنتها.
وجاءت الأمطار الأخيرة لتفضح أوضاع ساكنة الإقليم، التي ظلت لعقود ترفع أصواتها بإنقاذ شبابها القابع في الفقر والحاجة، أمام غياب برامج اجتماعية سبق أن سجلت فعاليات المجتمع المدني بإقليم طاطا نقائص في إحصاء الضحايا والخسائر، حيث نبهت لجنة "نداء طاطا" إلى أوضاع ضحايا الفيضانات الأخيرة، حيث تعاني العائلات بإقليم طاطا من نقص في الموارد والخدمات الأساسية، مما يزيد من حدة التهميش الذي يعاني منه الإقليم.
وسبق أن اثار عدد من الفلاحين بالمنطقة، عدم تمكنهم من الدعم الذي قدموا بشأنه ملتمسات لعمالة رقليم طاطا، حيث انتقدوا عدم التجاوب، في ظل الكوارث الطبيعية التي زادت من حجم الضرر الذي أصابهم، جراء الأمطار الرعدية الأخيرة.
وفي شكاية توصل بها الموقع، قال محمد منصور، رئيس تعاونية بورعم الفلاحية بدوار اكلكال، جماعة تكزميرت بقيادة أديس بطاطا، أن مشاريع دعم الفلاحين بالمنطقة تواجه، بتعنت لجنة الشؤون القروية بالعمالة، في التعاطي مع طلباتهم، ماأضطره لمراسلة وزارة الداخلية والديوان الملكي.
وقال رئيس التعاونية أن عامل إقليم طاطا صادق على تمويل مشروعه الفلاحي الخاص باقتناء جرار ولوازمه، كما وقع الكاتب العام للعمالة على أمر خروج لجنة مختصة لمعاينة العقار، لكن رئيس قسم الشؤون القرويج بالعمالة، رفض إخراج ملفه وإرسال اللجنة من أجل المعاينة، منتقدا هذا التماطل الذي يهدد مستقبل الفلاحين في وقت بداية الموسم الفلاحي.
وتوجه رئيس التعاونية بشكايته للديوان الملكي، بعد تواصل رفض تنفيذ أمر عامل الإقليم، الذي عاد بعد ذلك لإخباره بأن صندوق التضامن للجماعات لايمول هذا النوع من المشاريع، في الوقت الذي يتفيد فيه مقاولون من خارج الإقليم من كل الدعم المرغوب فيه، دون عراقيل.
و أشار رئيس التعاونية إلى أن هذه البيروقراطية التي تستشري في مناطق المغرب العميق، هي السبب في الوضع البئيس الذي تعيش عليه هذه المناطق البعيدة عن المركز، والتي تجعل من عمليات بسيطة، عقبة في وجه تنمية منطقة هشة يعاني أغلب شبابها من العطالة ، في وقت يمكن لمثل دعم هذه المشاريع الفلاحية، أن تساهم في تشغيل أعداد كبيرة منهم، بالرغم من الدعوات الكثيرة لجلالة الملك الداعية لتمكين سكان القرى من كل وسائل الدعم والمتابعة.
وسبق للمجتمع المدني في الإقليم، أن انتقد عدم تجاوب السلطات المحلية مع مشاريع دعم شباب المنطقة، حيث توقفت لجنة « نداء طاطا » في بلاغ لها أعقب لقاءات مع ممثلين عن ضحايا الفيضانات وجمعيات المجتمع المدني بالمناطق المتضررة يوم السبت 12 أكتوبر 2024 بواحة توك الريح، جماعة إديس، ويوم الأحد 13 أكتوبر بواحة الرحالة، جماعة سيدي عبد الله بنمبارك (إقليم طاطا)، إضافة إلى ممثلي جمعيات المجتمع المدني من جماعات تسينت، طاطا، تكزميرت، وأقا على وجود نقائص في عملية إحصاء الضحايا والخسائر، ونقلت استياء الساكنة من القصور الذي شاب عمليات الإحصاء، ما أدى إلى عدم شمولية المعطيات وغياب إنصاف شامل للمتضررين.
وسجلت اللجنة غياب مخاطب رسمي على مستوى الإقليم، إذ سجّل المجتمعون رفض السلطة المحلية للمقترحات التي تقدم بها الفاعلون المدنيون لتجاوز الاحتقان الاجتماعي، مما يعقّد فرص التفاهم ويحول دون اجتراح حلول ناجعة لصالح جميع الضحايا.
وأكدت الساكنة خلال اللقاءات أن التضامن بين الأسر المتضررة كان العامل الأساسي لتخفيف وطأة الأزمة، حيث لجأت العديد من العائلات المشردة إلى الإقامة لدى الأقارب والجيران في ظل غياب أي سياسة رسمية لإيواء المتضررين.
0 تعليق