قوات الاحتلال الإسرائيلي

تستعد إسرائيل خلال الساعات القادمة لتنفيذ أوسع عملية انسحاب عسكري منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر 2023، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بوساطة مصرية وأمريكية في مفاوضات شرم الشيخ.

ووفقًا لما كشفته صحيفة Ynet News الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي سيبدأ انسحابًا تدريجيًا من عدة مناطق رئيسية في القطاع، تشمل أحياء في مدينة غزة وخان يونس، وصولًا إلى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر المعدل"، وهو الخط الذي سيحدد الحدود الجديدة لتمركز القوات الإسرائيلية بعد وقف العمليات القتالية.

إسرائيل تبدأ أكبر انسحاب عسكري من غزة

انسحاب واسع وتحركات ميدانية مكثفة

تتضمن العملية تحريك مئات الدبابات والمركبات المدرعة وإزالة التحصينات والبنى العسكرية التي أقامها الجيش خلال عملياته البرية. وتشير التقارير إلى أن القوات ستعيد تموضعها على مسافة تتراوح بين كيلومتر إلى كيلومترين شرقًا باتجاه الحدود، مع الإبقاء على السيطرة الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر وبعض الجيوب في بيت حانون ورفح.

وفي مدينة خان يونس، من المقرر أن يتم تفكيك المواقع العسكرية ليلًا لتجنّب استخدامها مجددًا من قبل عناصر حركة حماس. وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن الانسحاب سيكون أعمق قليلًا من المنطقة العازلة الحالية، لكنه لن يصل إلى الحدود التي اقترحتها واشنطن خلال المفاوضات الأخيرة.

بدء تسليم المختطفين بإشراف الصليب الأحمر

يتزامن الانسحاب مع الاستعدادات الميدانية لبدء عملية تسليم المختطفين، التي ستتم تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ووفق الخطة المبدئية، ستقوم حركة حماس بتسليم المختطفين إلى وحدة إسرائيلية خاصة داخل غزة، قبل نقلهم إلى مركز استقبال طبي في قاعدة رييم العسكرية، حيث ستُجرى الفحوص الأولية قبل نقلهم إلى المستشفيات.

أما جثامين الأسرى، فسيتم تسليمها بالطريقة نفسها داخل القطاع، على أن تُنقل لاحقًا إلى إسرائيل للتعرف على الهوية واستكمال الإجراءات القانونية.

ورغم التنسيق القائم بين الجانبين عبر الصليب الأحمر، أعربت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن مخاوف من اضطرابات محتملة أثناء عملية التسليم، إذ قد يحاول بعض سكان غزة الاقتراب من القوافل أو تعطيلها. وأعدّ الجيش خططًا بديلة تشمل غطاءً جويًا واستخدام وسائل تفريق غير قاتلة لتأمين العملية بشكل كامل.