القديسة تريزا تحتفل الكنيسة الكاثوليكية خلال شهر أكتوبر من كل عام بتذكار رحيل القديسة تريزا قلب يسوع، في جميع كنائسها حول العالم.

وُلدت القديسة تريزا الطفل يسوع في بلدة إلنسون بفرنسا سنة 1873 لعائلة مسيحية، وكانت الابنة التاسعة لعائلتها. عندما بلغت الخامسة عشرة من عمرها، انضمت إلى دير سيدة الكرمل في ليزيو، حيث كانت ثلاث من شقيقاتها قد سبقنها إلى هذا الدير.

حياة القديسة تريزا

انتقلت حياة القديسة تريزا إلى في الثلاثين من يوليو عام 1897، بعدما عانت من مرض السل الرئوي، وكانت معروفة بشغفها وحبها الكبير ليسوع، مما أكسبها لقب القديسة تريزا قلب يسوع.

في بداية حياتها الرهبانية، كانت ترى أن السعي نحو القداسة يتطلب قهر النفس والزهد الشديد، ولكن عندما بلغت الثانية والعشرين من عمرها، تغيّر مفهومها؛ إذ أيقنت أن القداسة تكمن في التفاني بإتقان التفاصيل اليومية والروحانية في مسيرتها الرهبانية.

سعت القديسة للانضمام إلى شقيقاتها في دير ليزيو، لكنها وُوجِهت بالرفض بسبب صغر سنّها. ومع إصرارها، لجأت إلى البابا ليون الثالث عشر وألحت عليه لقبولها، فصدر الأمر بإلحاقها بالدير.

القديسة تريزا احتفلت بارتداء ثوب الرهبنة

في العاشر من يناير عام 1889، احتفلت بارتداء ثوب الرهبنة، وفي الثامن من سبتمبر عام 1890 قدّمت نذورها الرهبانية. لاحقاً، في التاسع والعشرين من يوليو عام 1894، تلقّت خبر وفاة والدها، الذي فارق الحياة عن عمر يناهز الحادية والسبعين بعد معاناة طويلة استمرت ثلاث سنوات، وكانت تريزا حينها في الواحد والعشرين من عمرها.

واصلت القديسة خدمتها وهي تعاني بصمت من السعال والنزيف الدموي حتى لاحظت الرئيسة حالتها الصحية وتم استدعاء الطبيب. تبيّن أن حالتها حرجة وأن مرضها كان قد بلغ مراحل متقدمة.

تدهور حالتها الصحية

ازدادت نوبات النزيف والسعال مع تدهور حالتها الصحية تدريجياً. وفي التاسع عشر من أغسطس عام 1897، تناولت القربان المقدس للمرة الأخيرة بعد منحها مسحة المرضى. تحملت القديسة آلامها العظيمة بشجاعة خاصة خلال الشهور الأخيرة من حياتها حتى توفيت في شهر أكتوبر من العام نفسه.