القاهرة تكتب التاريخ بوقف النار.. وساطة مصر تُعيد الفرحة لشوارع غزة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد العالم صباح اليوم الخميس لحظة تاريخية مفصلية، تمثلت في الإعلان عن توصل إسرائيل وحركة "حماس" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يُنهي حرباً مدمرة استمرت على مدار عامين. 

جاء الإعلان من منتجع شرم الشيخ ، الذي تحول إلى منصة لإطلاق اتفاق يهدف إلى إنهاء المعاناة الإنسانية الطويلة في القطاع المحاصر. وقد أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاتفاق واصفاً إياه بأنه "لحظة تاريخية تُجسّد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب"، مؤكداً أنه "لا يطوي صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والاستقرار". 

ويأتي الإنجاز تتويجاً لجهود الوساطة المكثفة التي قادتها مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، في عملية دبلوماسية غير مباشرة استمرت لأيام في شرم الشيخ.

بنود الاتفاق: إطار شامل لإنهاء الحرب

يتميز الاتفاق بطابعه الشامل، حيث يشمل بنوداً رئيسية تمثلت في وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وتبادل الأسرى والرهائن بين الطرفين. وأعلنت حركة "حماس" في بيان لها عن "التوصل إلى اتفاق ينص على إنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال منها، وإدخال المساعدات، وتبادل الأسرى". 

ومن جهته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الاتفاق "يعني أنه سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن قريباً جداً، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم". ووفقاً للبيانات، سيشمل التبادل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بينهم 250 محكوماً بالسجن المؤبد و1700 معتقل قبض عليهم بعد هجوم 7 أكتوبر 2023.

آليات التنفيذ.. جدول زمني دقيق وضمانات

يخضع تنفيذ الاتفاق لجدول زمني دقيق وآليات تنفيذ محددة، حيث من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار فعلياً بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "الاتفاق لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد الحصول على مصادقة الحكومة".

 ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني المصغر يليه تصويت حكومي. وبمجرد المصادقة، ستبدأ آلية زمنية محددة تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما يُسمى "الخط الأصفر" في غزة خلال 24 ساعة، يليها بدء عد تنازلي مدته 72 ساعة لإطلاق سراح الرهائن. وكشف ترامب أن "إطلاق سراح الرهائن سيتم يوم الإثنين", في حين أشارت مصادر أخرى إلى أن العملية قد تبدأ يوم السبت. 

وقد قدمت الولايات المتحدة ضمانات بعدم السماح لإسرائيل باستئناف الحرب بعد استعادة الأسرى، كما دعت "حماس" الوسطاء إلى إلزام إسرائيل "بالتنفيذ الكامل لمقتضيات الاتفاق".

تنازلات الطرفين.. تحليلات لتوازن الاتفاق

كشفت تحليلات سياسية أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تطلب من كلا الطرفين التخلي عن بعض "أهدافهما القصوى"، فمن جهة، اضطرت إسرائيل إلى التخلي عن هدفها المعلن بتفكيك حركة "حماس" بالكامل، وقبلت بانسحاب محدود من غزة وليس انسحاباً كاملاً. ومن جهة أخرى، اضطرت "حماس" إلى التخلي عن مطلبها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل والفوري من كامل قطاع غزة. 

وأوضحت المحللة داليا داسا كاي من مركز بيركل للعلاقات الدولية أن "حماس ليست منظمة مفككة، نعم إنها ضعيفة، وقد تضاءلت قوتها، وليست قادرة على مهاجمة إسرائيل مرة أخرى بالطريقة التي شهدناها في 7 أكتوبر ، قبل عامين. لكنها لا تزال منظمة قائمة". ويعكس هذا التوازن في التنازلات طبيعة الاتفاق الذي يمثل حل وسط سياسي، حيث حققت إسرائيل هدفها الأساسي باستعادة الرهائن، بينما حصلت "حماس" على بداية لانسحاب إسرائيلي ورفع الحصار.

ردود الفعل الدولية.. ترحيب واسع ودعوات للتنفيذ

حظي الاتفاق بترحيب دولي واسع، عبرت عنه دول عربية وغربية ومنظمات دولية. فمن جهة، رحبت المملكة العربية السعودية بالاتفاق معربة عن أملها في أن "تفضي هذه الخطوة الهامة إلى العمل بشكل عاجل لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، والانسحاب الإسرائيلي الكامل".

 كما رحبت الإمارات العربية المتحدة بالإعلان عن الاتفاق مؤكدة "الدور البارز والهام الذي قام به (ترامب) في دعم هذا المسار". وعلى المستوى الدولي، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق قائلاً: "يجب إطلاق سراح جميع الرهائن بصورة كريمة. يجب التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم. يجب أن يتوقف القتال نهائياً. يجب أن تنتهي المعاناة". كما رحبت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا والصين وروسيا بالاتفاق، وجميعها دعت إلى التنفيذ الكامل لبنوده دون تأخير. هذا وقد شكر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الأمريكي معرباً عن "ارتياحه الكبير" بالاتفاق.

المشهد الإنساني.. دموع الفرح بعد طول انتظار

عمت أجواء من الفرح والارتياح كلاً من قطاع غزة وإسرائيل، حيث خرج المئات للاحتفال بإعلان الاتفاق بعد عامين من الحرب والمعاناة. في غزة، انطلقت احتفالات عارمة بين الفلسطينيين مع تهليل الشبان في الشوارع المدمّرة، حيث بكى السكان وأخذوا يرددون التكبيرات، معبرين عن آمالهم في أن يُنهي الاتفاق الحرب ويتيح لهم العودة إلى ديارهم. 

وقال عبد المجيد عبد ربه من خان يونس: "الحمد لله على وقف إطلاق النار. طبعًا مش أنا لحالي فرحان، كل قطاع غزة فرحان، بل كل الشعب العربي، وكل العالم فرحان بوقف إطلاق النار ووقف شلال الدماء". وفي الجانب الإسرائيلي، سادت حالة من الفرح والارتياح في ميدان الرهائن في وسط تل أبيب حيث تعانق المحتفلون وظهرت دموع الفرح على وجوه عائلات الرهائن بعد انتظار دام عامين

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق