حققت شركة دمياط لتداول الحاويات والبضائع، إحدى شركات الشركة القابضة للنقل البحري والبري التابعة لوزارة النقل، إنجازًا دوليًا كبيرًا بعد دخولها قائمة أفضل 20 محطة حاويات على مستوى العالم، وحصولها على المركز العاشر عالميًا، وفقًا لتقرير مؤشر أداء موانئ الحاويات الصادر عن البنك الدولي لعام 2025، وهو ما يمثل تتويجًا لجهود الدولة المصرية في تطوير منظومة النقل البحري وتعزيز كفاءتها التشغيلية.

ويعكس هذا الإنجاز الدولي التحول النوعي الذي شهده قطاع النقل البحري المصري خلال السنوات الأخيرة، نتيجة تنفيذ استراتيجية وطنية طموحة لتحديث الموانئ ورفع قدرتها الاستيعابية، وتحويل مصر إلى مركز محوري للتجارة والخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأشار التقرير إلى أن محطة دمياط حققت مؤشرات أداء متميزة خلال العام الأخير، بفضل ارتفاع معدلات مناولة الحاويات، وتحسين زمن دوران السفن، وتطبيق أحدث النظم الرقمية في إدارة العمليات وتتبّع الحاويات، مما انعكس إيجابيًا على كفاءة التشغيل وسرعة الخدمات المقدمة لخطوط الملاحة الدولية.

وأوضح بيان صادر عن وزارة النقل أن دخول محطة دمياط ضمن المراكز العشرة الأولى عالميًا يُعد إنجازًا غير مسبوق في تاريخ الموانئ المصرية، ويؤكد نجاح خطط الوزارة في رفع كفاءة البنية التحتية وتبني منظومة رقمية متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتحسين إدارة العمليات التشغيلية.

وأشار البيان إلى أن مشروعات التطوير في ميناء دمياط شملت توسعة الأرصفة البحرية وتعميق الممر الملاحي بما يسمح باستقبال السفن العملاقة، إلى جانب تزويد المحطة بمعدات حديثة لمناولة الحاويات، وتطبيق معايير الاستدامة البيئية في جميع مراحل التشغيل، ما جعل الميناء نموذجًا يُحتذى به في المنطقة.

وأضاف أن التنسيق المستمر بين الشركة القابضة للنقل البحري والبري وهيئة ميناء دمياط ساهم في تحقيق التكامل بين مختلف الجهات العاملة بالميناء، مما عزز قدرته التنافسية وجذب مزيد من الخطوط الملاحية العالمية، في ظل الاهتمام المتزايد من الشركات الدولية باستخدام الموانئ المصرية كمراكز توزيع استراتيجية للأسواق الإقليمية.

وأكدت الوزارة أن هذا التصنيف الدولي سيُسهم في تعزيز ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري، ويُبرز قدرات قطاع النقل البحري في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة في ظل اهتمام الحكومة بتطوير البنية التحتية للموانئ وربطها بالمناطق اللوجستية والمناطق الصناعية لتقليل تكلفة النقل وزيادة تنافسية الصادرات المصرية.

من جانبه، أشاد عدد من الخبراء الاقتصاديين بالتقرير الصادر عن البنك الدولي، معتبرين أن تحقيق محطة دمياط هذا التقدم الكبير يعكس نجاح استراتيجية الدولة في التحول نحو الموانئ الذكية التي تعتمد على التقنيات الحديثة وأنظمة الإدارة المستدامة، مؤكدين أن هذا الإنجاز يُعزز من مكانة مصر كمحور رئيسي لحركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب.

ويُذكر أن مؤشر أداء موانئ الحاويات الصادر عن البنك الدولي يُعد أحد أهم المؤشرات المرجعية في تقييم كفاءة الموانئ عالميًا، حيث يشمل أكثر من 350 ميناء حول العالم، ويعتمد على تحليل شامل لمستويات الكفاءة التشغيلية، ومدة انتظار السفن، وسرعة العمليات، وجودة الخدمات اللوجستية المقدمة للعملاء.