لم تكن مجرد سيارة لامبورجيني انحرفت عن طريقها في مقاطعة زامورا الإسبانية صباح اليوم، بل صدمةً هزَّت عالم كرة القدم، برحيل ديوجو جوتا، مهاجم ليفربول والمنتخب البرتغالي، وشقيقه أندريه، في حادث مروّع بعد أسبوعين فقط من زفاف ديوجو الذي وصف نفسه بـ"أسعد رجل في العالم"..

أنفيلد يتحول إلى مزار تذكاري عفوي 

أصدر نادي ليفربول بيانًا مقتضبًا معبّر عن "حزن لا يُوصف"، مشددًا على طلب احترام خصوصية عائلة جوتا في هذه اللحظة العصيبة. أما يورجن كلوب، المدير الفني السابق قال عن رحيل جوتا: "ديوجو كان جوهرة نادرة جمعت بين الموهبة الخارقة والقلب الكبير، سأفتقد ضحكته التي تزيل توتر أي يوم صعب".

وتداولت مواقع السوشيال ميديا ومصات إعلامية تصريحًا سابقًا لجوتا عن زميله محمد صلاح، وصفه فيه بأنه "قدوة، والأفضل في العالم"، ما أضاف بُعدًا عاطفيًا لعلاقتهما، رغم عدم ظهور رد فعل مباشر من صلاح حتى الآن.

تحوَّل ملعب أنفيلد إلى مزارٍ تذكاريٍ عفوي، آلاف المشجعين توافدوا حاملين الزهور، قمصان الفريق الحمراء، وصور جوتا وهو يبتسم بعد تتويجه بالدوري الإنجليزي قبل أسابيع. 

"لقد كنت روح الفريق" كُتب على لافتة ضخمة عند بوابة "ذا كوب"، بينما نشرت جماهير ليفربول على فيسبوك مقاطع للهدف التاريخي الذي سجَّله ضد وولفرهامبتون عام 2017، فيما أعلن النادي عن تنظيم حفل تأبين رسمي، ووعد بـ"تكريم يليق بأسطورة صنعت أمجاد الريدز في 182 مباراة".

البرتغال تودع "ابنها الذهبي"

نشر الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا نعياً رسمياً وصفه فيه بـ"السفير غير المكلّف للروح البرتغالية"، وفي لشبونة، خيم الصمت على مقر الاتحاد البرتغالي لكرة القدم. رئيس الاتحاد صرح قائلا: "فقدنا عموداً من أعمدة نهضتنا.. ديوجو لم يكن مجرد هدّاف، بل كان تجسيداً للعزيمة البرتغالية"، فيما بدأت دراسة إقامة "تكريم وطني" في استاد الضوء، خاصة بعد دوره المحوري في تتويج البرتغال بدوري الأمم الأوروبية 2025. 

رونالدو: "روحٌ رياضية نادرة"

كلمات كريستيانو رونالدو كانت الأكثر انتشاراً على فيسبوك وتويتر: "فقدنا أكثر من لاعب.. فقدنا روحاً رياضية نادرة"، فيما أعلن "فيفا" والاتحاد الأوروبي (UEFA) دقائق صمت في جميع المباريات القادمة، بينما نشر نجوم العالم، صوراً مع جوتا.

انتشار فيديو الزفاف على مواقع التواصل 

منشورات الجماهير ركَّزت على فيديو زفافه في بورتو، حيث كان يرقص مع زوجته روتي، وكُتب على أحدها: "أسعد رجل في العالم.. غادر ليتركنا في أحزن أيامنا"، أما جمهور الأهلي المصري ذكَّر بموقف جوتا المؤيد للفلسطينيين، وفي غزة نفسها، علق ناشطون: "خسرنا صديقاً كنا نرى فيه وجهاً لإنسانيتنا"،  بينما نشر مشجعو الهلال السعودي لقطات له أثناء مباراة ضد فريقه السابق وولفرهامبتون. كُتب بالعربية: "وداعاً أيها المحارب.. لم تكن تهزم إلا الشباك".

وفي تصريح غير مباشر، قال ذات مرة: "الكرة ليست فقط أهدافاً، بل هي مساحة للضمير". هتوجّه ينسجم مع مواقفه الإنسانية الأخرى، مثل زياراته المتكررة لمستشفيات الأطفال في ليفربول وبورتو.