كيف حركت قرارات أوبك+ أسعار النفط؟.. واجتماع الـ9 دقائق يكشف الأكاذيب (تقرير) - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت أسواق النفط العالمية تقلبات خلال الأسابيع الأخيرة، مع تزايد الجدل حول قرارات أوبك+ وتأثيرها المباشر في الأسعار، وبينما حاولت وكالات الأنباء الغربية تصوير المشهد بأنه خلاف داخلي بين الدول المنتجة، جاءت الحقائق مختلفة تمامًا.

وفي هذا الإطار، يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة5، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن هناك حملة إعلامية شرسة تستهدف الدول المنتجة، عبر أخبار محرَّفة تسعى إلى إضعاف تأثير قرارات التحالف النفطي.

وأكد أن الهجوم الإعلامي من وكالات كبرى -مثل رويترز وبلومبرغ- لم يكن مجرد سوء فهم، بل حملة منظّمة تهدف إلى الضغط على الأسعار وخداع الأسواق.

ويشير إلى أن الحقيقة ظهرت جلية بعد اجتماع مجموعة الـ8 في تحالف أوبك+، حين تبيَّن أن الزيادة المعتمدة في الإنتاج كانت محدودة للغاية مقارنة بما روَّج له الإعلام الغربي.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها أنس الحجي عبر مساحات منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، بعنوان "‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏توقعات فائض كبير في أسواق النفط وانخفاض أسعاره".

هجمة غربية منظمة واستهداف مباشر للسعودية

قال أنس الحجي، إن أوبك+ واجه خلال الأشهر الأخيرة هجومًا غير مسبوق من الإعلام الغربي، موجّهًا بالدرجة الأولى نحو السعودية ودول الخليج، وأوضح أن جوهر هذه الحملة هو التلاعب بالسرد الإعلامي لتبرير انخفاض أسعار النفط وتبرئة المستهلكين من المسؤولية.

وأضاف أن وسائل الإعلام الغربية روّجت مرارًا لمزاعم عن خلافات داخلية، رغم أن اجتماعات التحالف الأخيرة أثبتت الانسجام الكامل في القرارات والإجراءات.

حصص إنتاج النفط للدول الـ8 في أوبك+

وأشار مستشار تحرير "الطاقة" إلى أن هذه الوسائل الإعلامية تعمدت نقل قصص مختلقة عن مصادر مجهولة، سرعان ما ثبت زيفها بعد نشر بيانات رسمية.

وبيّن أن اجتماع مجموعة الـ8 الذي عُقد يوم الأحد 5 أكتوبر/تشرين الأول 2025، لم يستغرق سوى 9 دقائق، وهو دليل واضح على التفاهم الكبير بين أعضاء أوبك+، مؤكدًا أن ما تردَّد عن تسريع الزيادات الإنتاجية لا أساس له من الصحة.

وأوضح أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان سأل نظيره الروسي ألكسندر نوفاك عن أيّ مشاورات إضافية تتعلق بشهر نوفمبر/تشرين الثاني ، فجاء الردّ بالنفي القاطع، مما فضح الأكاذيب التي نشرتها بعض الوكالات.

ولفت إلى أن الصحفي الذي لفّقَ القصة الأصلية عربي الجنسية، رغم أن المادة نُشرت باللغة الإنجليزية، مشيرًا إلى أن الأزمة ليست في الخطأ الإعلامي، بل في الإصرار على تكراره دون تصحيح، رغم وضوح الوقائع والأرقام المنشورة رسميًا.

وأكد أنس الحجي أن الأسواق صدَّقت الأكاذيب بشأن خلافات دول أوبك+ في البداية، فانخفضت أسعار النفط، لكن مع إعلان القرار الحقيقي عادت الأسعار إلى الارتفاع، وهو ما جعل الوكالات تقع في تناقض فاضح.

قرارات مدروسة تعيد التوازن للأسواق

أوضح أنس الحجي أن أوبك+ يعمل وفق إستراتيجية دقيقة لإدارة السوق، بعيدًا عن الانفعالات أو الضغوط السياسية والإعلامية، والقرارات الأخيرة ركّزت على إعادة الكميات التي خُفضت طوعًا عامي 2023 و2024 بطريقة تدريجية ومنظمة.

وبيّن أن مجموعة الـ8 الأعضاء في التحالف أعادت فعليًا نحو 2.2 مليون برميل يوميًا بين أبريل/نيسان 2025 وسبتمبر/أيلول الماضي، وهو ما أعاد المرونة إلى منظومة الإنتاج العالمي.

وأكد أن هذه العملية تمّت بشفافية وبالتوافق الكامل بين الدول الأعضاء، إذ قررت المجموعة بدء إعادة جزء من التخفيض الأول البالغ 1.65 مليون برميل يوميًا عبر زيادة قدرها 137 ألف برميل يوميًا بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهي الزيادة ذاتها التي ستُطبَّق في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل..

وأوضح أن بعض الوكالات زعمت أن الزيادة ستصل إلى 500 ألف برميل يوميًا، في حين إن القرار الرسمي لم يتجاوز الرقم المُعلَن، مشددًا على أن هذه السياسة التدريجية تهدف إلى استقرار السوق، لا إلى إغراقه.

ولفت إلى أن من يروّج لفائض كبير في المعروض يجهل واقع الطاقة الإنتاجية للدول الأعضاء، إذ إن معظم دول مجموعة الـ8 الأعضاء في أوبك+ وصلت إلى حدود طاقتها القصوى، ما يجعل استمرار الزيادات الشهرية غير ممكن سوى في نطاق محدود للغاية.

وأكد أن الإمارات والسعودية هما الدولتان الوحيدتان اللتان تمتلكان طاقة فائضة حقيقية، ومع انتهاء إعادة التخفيضات، ستبقى السعودية وحدها بطاقة إنتاجية تفوق مليوني برميل يوميًا.

النفط السعودي

تفنيد الأكاذيب حول فائض المعروض

قال أنس الحجي، إن الحديث المتكرر عن فائض كبير في سوق النفط مُبالَغ فيه، ويعكس سوء فهم واضح لآلية الإنتاج والتصدير، موضحًا أن الفرق كبير بين سقف الإنتاج والإنتاج الفعلي، وهو أمر ثابت منذ تأسيس نظام الحصص عام 1982.

وأشار إلى أن الإنتاج الفعلي يختلف عن الإمدادات الفعلية، لأن بعض الدول تستهلك جزءًا من إنتاجها داخليًا، خاصة في أشهر الصيف حين يزداد الطلب على الكهرباء والمشتقات.

وأكد أنس الحجي أن رفع سقف إنتاج دول أوبك+ لا يعني بالضرورة زيادة الإمدادات للسوق، إذ توجد قيود تشغيلية وفنية لدى العديد من المنتجين، فضلًا عن أن بعضهم يتجاوز حصصه مؤقتًا لتعويض تراجع سابق.

وأضاف أن من يروّج لفائض كبير يستند إلى افتراضات خاطئة حول قدرة الدول على ضخ كميات إضافية بسرعة، وهو ما يخالف الواقع الفني والإنتاجي، فالبيانات الحقيقية تثبت أن الإنتاج الفعلي لا يتطابق أبدًا مع السقف المُعلن، والفوارق لا تعني وجود فائض، بل تعكس طبيعة السوق الديناميكية.

وأوضح أن وكالات الأنباء التي تبنّت هذه الرواية تجاهلت العوامل الموسمية والاستهلاك المحلي، فصوّرت الزيادة الافتراضية كأنها تدفُّق فعلي إلى الأسواق.

واختتم الحجي تصريحاته بتأكيد أن تحالف أوبك+ نجح في الحفاظ على توازن السوق رغم كل الضغوط الإعلامية، وأن قراراته الأخيرة أثبتت متانتها وواقعيتها في مواجهة التضليل الغربي المستمر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق