منذر رياحنة: الذباب الإلكتروني الخطر الخفي الذي يهدد نقاء السينما - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في عالم السينما، حيث يلتقي الواقع بالخيال وتنساب الأحلام عبر الشاشات، يبرز ما يمكن وصفه بـ"جدار الشيطان الرقمي"، وهو حاجز غير مرئي لكنه محسوس، يسيطر على عقول الجمهور كما تحكم الظلال الضوء، هذا الجدار لا يتكون من مواد البناء التقليدية، بل من الحسابات الوهمية والشائعات الإلكترونية التي تشكل أراءً وتقييمات زائفة حول الأفلام والنجوم وشركات الإنتاج، تتسرب إلى النفوس دون أن يدركها أحد.

الذباب الإلكتروني: الجنود الخفية لصناعة الوهم

في العوالم الرقمية الغامضة، حيث لا يعرف أحد من يتحكم بالزمام، نجد ما يُعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، جيوش رقمية لا تظهر في الواقع، لكنها تعبث في فضاء الإنترنت بلا حدود. هذه الجيوش تستهدف قلب موازين السينما، تروّج لبعض الأعمال أو تحطم أخرى، وتبث تقييمات مغلوطة لخلق صورة وهمية عن نجاح أو فشل الأفلام.

خلف الكواليس: من يتحكم بمصير الفيلم؟

عندما يولد فيلم جديد، ويبدأ عرضه، فإنه يجد نفسه في معركة غير معلنة. معركة لا نراها في شباك التذاكر بل تجري خلف الكواليس الرقمية، حيث الحسابات الوهمية تغمر مواقع التقييم بتعليقات مضللة. في هذه المعركة، يصبح من الصعب التمييز بين النقد الحقيقي والتأثير الرقمي الخفي الذي يقود الجمهور إلى آراء غير صادقة. هنا، لا يعود تقييم الفيلم بيد الجمهور، بل بيد قوى خفية تسيّر الرأي العام بما يتماشى مع مصالحها.

صوت المشاهد المفقود وسط الضجيج الرقمي

جمهور السينما الذي كان يعتمد في الماضي على حسه الفني أصبح اليوم مشتتًا بين تقييمات متناقضة وآراء مشكوك فيها. المواقع التي كانت تعتبر مرآة تعكس الحقيقة، تحولت إلى مسرح للذباب الإلكتروني الذي يغرق الأفلام في بحر من المدح المزيف أو النقد المغرض، مما يجعل من الصعب على المشاهد معرفة ما إذا كان الفيلم يستحق وقته أم لا.

هل هناك طريق للخلاص؟

رغم هذا، لا يزال بالإمكان استعادة النقاء إلى عالم السينما. الحل يكمن في إعادة النظر في كيفية استخدامنا لمنصات التقييم، وأن نتعلم البحث عن الحقيقة بأنفسنا بدلًا من الاعتماد على الذباب الإلكتروني.

ختامًا: معركة السينما بين الحقيقة والزيف

السينما اليوم تخوض معركة ضد التزييف الرقمي الذي يحاول السيطرة عليها. قد يتأثر مصير فيلم أو نجم بلمسة ذبابة إلكترونية، لكن الفن الحقيقي يظل عصيًا على التزييف. في النهاية، ستظل السينما فنًا حرًا لا يمكن ترويضه، لأن الحقيقة دائمًا ما تجد طريقها، مهما حاولت الأيدي الخفية إخفاءها.

إخلاء مسؤولية إن موقع - بلس 48 يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق