ليبيا – الغويل: منطقة سرت الحرة مشروع استراتيجي لتحرير الاقتصاد من ارتهانه للنفط

تحول استراتيجي نحو التنويع الاقتصادي
أكد وزير الدولة السابق لشؤون الاقتصاد ورئيس مجلس المنافسة ومنع الاحتكار، سلامة الغويل، أن مشروع منطقة سرت الاقتصادية يُعد من أكبر المشاريع الاستراتيجية، ويهدف إلى تحويل ليبيا إلى مركز لوجستي إقليمي على المتوسط. وأوضح أن المشروع يُمثل نقطة تحوّل حقيقية في مسار الاقتصاد الوطني، إذ يسعى لتحرير ليبيا من الاعتماد شبه الكامل على صادرات النفط.

موقع جغرافي يعزز الوحدة الاقتصادية
وفي تصريحات خاصة لموقع “إرم نيوز بزنس”، بيّن الغويل أن سرت تحتل موقعًا جغرافيًا متوسطًا بين شرق ليبيا وغربها، مما يجعلها نقطة توازن يمكن الاستفادة منها في تعزيز الوحدة الاقتصادية. كما أن إطلالتها على البحر المتوسط يمنحها ميزة كمحطة بحرية استراتيجية بين أوروبا وشمال إفريقيا.

منصة استثمارية وفرص تنموية متعددة
وأضاف الغويل أن المنطقة الحرة تُعد أداة قوية لجذب رؤوس الأموال الأجنبية، من خلال حوافز تشريعية وضريبية مشجعة. كما توفر فرص عمل وتدعم سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية. وأكد أن المشروع يعزز من الدور الإقليمي لليبيا ويُسهم في إعادة التوازن التنموي بعيدًا عن تمركز المشاريع في شرق البلاد وغربها.

توقعات بمردود اقتصادي كبير
وتوقّع الغويل أن يسهم المشروع في استقطاب استثمارات بمليارات الدولارات تدعم تنويع الاقتصاد الليبي، مشددًا على ضرورة إدارته بكفاءة وشفافية. وأشار إلى أن تنشيط حركة البضائع والخدمات سيدعم السوق المحلية، ويحوّل المدينة إلى ساحة تنافس اقتصادي بدلاً من كونها ساحة نزاع سياسي.

مخاوف من تحديات أمنية وتشريعية
ورغم تفاؤله، حذر الغويل من وجود تحديات محتملة، من بينها عدم الاستقرار الأمني والسياسي الذي قد يعرقل المشروع، إضافة إلى غياب بعض التشريعات الجاذبة للمستثمرين. كما أشار إلى وجود تحديات لوجستية تتطلب استثمارات موازية في البنية التحتية مثل الطرق، والموانئ، والسكك الحديدية، والمطارات.