رئيس جامعة القاهرة الأسبق يشارك بمؤتمر "الإيمان في عالم متغير" بالمغرب - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حرص الدكتور محمد الخشت أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة السابق، على المشاركة في مؤتمر الدولي تحت عنوان "الإيمان في عالم متغير"، المنظم من جانب الرابطة المحمدية للعلماء وتمت بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي، برعاية من جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، وبحضور الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، والعلامة عبد الله بن بيه رئيس المجلس الامارتي للإفتاء، والدكتور أحمد عبادي أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، ووسط مشاركة واسعة من شخصيات دينية وفكرية عالمية ذوات اختصاص وخبرة، وحوارات مشهودة ومثمنة في قضايا الإيمان وجدليات الإلحاد المعاصر.

وحضر هذا المؤتمر عدد كبير من الأشخاص، وناقش أهم المحاور، حيث تأتي كلمة الدكتور محمد الخشت، عن "اﻹﯾﻤﺎن ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة.. الرهانات واﻟﺘﺤﺪﯾﺎت"، حيث سلط فيها الضوء على التحديات والفرص في ظل العصر الرقمي الذي تتسارع فيه التطورات التكنولوجية بوتيرة غير مسبوقة، ومن أهم هذه التحديات، التحديات التي تتعلق بالتفاعل بين التكنولوجيا والإيمان.

وفي مستهل كلمته، قال الدكتور محمد الخشت، إن الإيمان في عصر التكنولوجيا يواجه تحديات جديدة منها ما أدت إليه التكنولوجيا الرقمية من تسطيح روحي وثقافي، وعلى الرغم من وفرة المعلومات الدينية على الإنترنت، فإن هناك تحديًا يظهر مع الانتشار الواسع للمعلومات الدينية السطحية والمغلوطة، وما يسفر عنها من تشويه للمفاهيم الدينية، ونشر الشكوك حول العقائد، وفي أحيان أخرى تؤدي إﻟﻰ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺘﻄﺮف واﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ.

كما أضاف الخشت، بأن التكنولوجيا الرقمية قد تعيد تشكيل "مفهوم الجماعة الدينية"، وقد تفكك المجتمعات الدينية التقليدية، مؤكدًا أن التقدم التكنولوجي ﻻ يؤدي بالضرورة إلى الإلحاد أو الإيمان، وإنما يفتح المجال لتنوع أكبر في التوجهات الفكرية والدينية، حيث أن التكنولوجيا تمنح الناس أدوات ووسائل جديدة للاستكشاف والتفكير مما قد يقود البعض إلى تعزيز إيمانهم، بينما قد يدفع البعض الآخر للتشكك، أو تبني مواقف غير دينية، ويعتمد ذلك على طريقة وكيفية استخدام الناس للتكنولوجيا، وﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﻢ واﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻲ ﯾﺤﻤﻠﻮﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.

ceb50e46e9.jpg

وجاء خلال المؤتمر، عددًا من الفرص التي تستخدم التكنولوجيا في الوقت المعاصر، قائلًا إن التكنولوجيا كأداة، توفر إمكانيات واسعة لتعميق التجربة الإيمانية، ونشر المعرفة الدينية بطرق مبتكرة، حيث أتاحت مكتبات ضخمة من الكتب الدينية، مما يمنح الفرصة لتعميق فهم الدين واﻛﺘﺸﺎف رؤى ﺟﺪﯾﺪة، والإسهام ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ.

وأكد أيضا بأن العلم والدين يكملان بعضهما البعض، فميدان العلم هو الطبيعة بينما ميدان الإيمان هو ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ، فالعلم يمكن أن يفسر الكون، لكن ﻻ يمكنه تفسير المعنى الأعمق للحياة وﻻ يقدم إجابات على أسئلة القيم والغايات الكبرى التي يبحث عنها الإنسان، ومن هنا يجب ﻋـﻠﻰ العلماء احترام دور الدين في تقديم المعنى والقيم، كما ينبغي على المتدينين أن يدركوا أھـﻤﯿﺔ العلم في توضيح الحقائق اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ واﻟﻜﻮﻧﯿﺔ.

7977b6908f.jpg

وفي نهاية المؤتمر، قال خلال كلمته، بأن الإيمان في عصرنا يحتاج إلى التكيف دون أن يفقد جوهره وهو ما يستلزم تجديدًا في كيفية تفسير النصوص الدينية، كما يتطلب تطوير نظم التعليم الديني لكي تخرج من عصر المتون والحواشي إلى عصر العلوم الإنسانية والاجتماعية حتى يمكن للإيمان أن يبقى حيًا فاعلًا، كما أوصى الدكتور الخشت أن يتبنى علماء وفلاسفة الدين رؤى تتيح للإيمان أن يكون ديناميكيًا ومرنًا وقادرًا على تقديم الدعم والإلهام في عالم دائم التغير، مؤكدًا أن التمسك بالتراث وحده دون التفاعل مع العصر؛ قد يضعف من قدرة الإيمان على تلبية احتياجات المؤمنين المتجددة ويجعل الخطاب الديني يبدو غير قادر على مواجهة التحديات الجديدة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق