أحبطت السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية، فجر اليوم الأربعاء، محاولة جماعية غير مسبوقة للهجرة غير النظامية نحو مدينة سبتة المحتلة، بعدما حاول أزيد من 100 مهاجر عبور البحر سباحة، انطلاقًا من سواحل مدينة الفنيدق، مستغلين الضباب الكثيف الذي خيّم على المنطقة.

ووفق ما أوردته صحيفة "الفارو دي سيوتا"، فقد شهدت الساعات الأولى من الصباح حالة استنفار قصوى في صفوف الحرس المدني الإسباني والبحرية الملكية المغربية، بعد توالي إشعارات بوجود مجموعات كبيرة من المهاجرين تحاول التسلل إلى الثغر المحتل.

وأضاف المصدر ذاته أن بعض المهاجرين لجؤوا إلى استعمال قوارب صيد مغربية للوصول إلى مشارف الحدود البحرية لسبتة، بينما قرّر آخرون المجازفة بحياتهم والسباحة لمسافات طويلة في ظروف مناخية صعبة.

وسجّلت مصالح الإنقاذ البحري الإسبانية رقمًا قياسيًا في عدد التدخلات خلال الليلة الماضية، نظرًا إلى حجم التدفق الكبير الذي وُصف بـ"غير المسبوق"، فيما تدخلت البحرية الملكية المغربية في أكثر من مناسبة لإحباط المحاولات وإعادة المهاجرين إلى اليابسة.

وأبرزت الصحيفة أن التنسيق الأمني المشترك بين الجانبين مكّن من توجيه جهود التدخل، حيث قامت مصالح الإنقاذ الإسبانية بإرشاد الوحدات المغربية التي تكفلت بانتشال عشرات المهاجرين، من بينهم قاصرون ونساء ينحدرون من بلدان مغاربية وإفريقية وآسيوية.

وشدّدت على أن السلطات الإسبانية عززت تواجدها الأمني بمحيط معبر "الطرخال"، إلى جانب منطقتي "السارشال" و"لا سيرينا"، المعروفتيْن بنشاط مهربي البشر، الذين يعمدون أحيانًا إلى إرغام المهاجرين على القفز في البحر.

وجرى نقل عدد من المهاجرين الذين تم اعتراضهم إلى شاطئ "الطرخال"، حيث تسلمتهم عناصر الحرس المدني الإسباني، تمهيدًا لترحيلهم إلى المغرب، في إطار الاتفاقيات الثنائية المعمول بها بين البلدين.

وحسب معطيات الصحيفة ذاتها، فقد تم تسجيل أزيد من 100 محاولة تسلل سباحة خلال الساعات الماضية فقط، في حين تراوحت المحاولات اليومية خلال الأيام السابقة بين 50 و80 محاولة، ما يسلّط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها السلطات في مراقبة الحدود البحرية.